في أول زيارة خارجية.. رئيس حكومة تونس يزور الجزائر

محمود احمد6 أكتوبر 2016آخر تحديث :
في أول زيارة خارجية.. رئيس حكومة تونس يزور الجزائر

24- وكالات

بعد مرور، شهر على تسلمه مهام رئاسة الحكومة، يؤدي رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، يوم الأحد 9 أكتوبر الجاري، أول زيارة خارجية له إلى الجزائر، مثلما أكدت ذلك مصادر رسمية تونسية لمراسل “العربية.نت”.
تأتي هذه الزيارة، الأولى للشاهد خارج تونس، محملة بأكثر من رسالة، أبرزها التأكيد على استمرار تقليد سياسي ودبلوماسي تونسي، أصبح مترسخا مفاده تخصيص رئيس الحكومة أول تنقل خارجي له، إلى الجارة الجزائر.
تجاوز مخلفات أزمة “الضريبة”
كما أن الزيارة، تتم بعد حصول “تشويش”، طرأ على العلاقات بين البلدين، خلال الفترة الأخيرة على خلفية ما أصبح يعرف “بضريبة 13 دولارا”، التي أقرها الجانب التونسي، على العربات الجزائرية التي تدخل تونس.
الخلاف حول الضريبة، دفع السلطات الجزائرية إلى إقرار المعاملة بالمثل، لكنها أبقت على الأبواب مفتوحة، لإيجاد تسوية، بما يشير إلى أن ما حصل هو مجرد “سحابة صيف” كما يقال، وأن تشابك ومتانة العلاقات بين البلدين لا يكمن أن تتأثر، بالنظر لطابعها الاستراتيجي، الذي تأكد مع التحديات الأمنية، والجيو استراتيجية سواء في المنطقة أو خارجها والتي تشغل البلدين.
للإشارة فإن وزير الخارجية الجزائري، رمضان لعمامرة، علق في تصريح للصحفيين على “أزمة الضريبة” قائلا :”إن الدولة الجزائرية قررت التعامل بالمثل مع المواطنين التونسيين ومواصلة المشاورات مع السلطات في البلاد من أجل إلغاء هذه الضريبة المجحفة في نظرنا”.
وأشار الوزير الجزائري إلى “أن الجزائر تركت أبواب الحوار مفتوحة مع السلطات التونسية لمراجعة القرار”، وعلمت “العربية.نت” أن السلطات التونسية تتجه نحو إلغاء هذه الضريبة، وسيتم إقرار ذلك في قانون المالية لسنة 2017.
وكانت الجزائر قد أجرت مشاورات الشهر الماضي مع الحكومة التونسية لإلغاء الضريبة بسبب احتجاجات الرعايا الجزائريين الذي أغلقوا في أغسطس الماضي معابر حدودية برية بين الجزائر وتونس، احتجاجا على الضريبة التي تقدر بما يعادل 13 دولارا أمريكيا على كل مركبة.
ووفقا لإحصاءات رسمية فإن ما يقارب 2 مليون جزائري يدخلون تونس سنويا لأغراض السياحة والعلاج خاصة في فصل الصيف.
تنسيق أمني واقتصادي
ولا يستبعد أن يكون التنسيق الأمني في محاربة الإرهاب أبرز محور سيتطرق له الوفد التونسي مع نظيره الجزائري خاصة في علاقة بتطورات الوضع في ليبيا.
وللإشارة، فإن هناك تنسيقا وثيقا بين كل من تونس والجزائر تجاه التسوية في ليبيا، حيث إن الطرفين يستبعدان اللجوء إلى تدخل عسكري، أو الانحياز لطرف دون آخر، إضافة إلى وجود قناعة مشتركة بأن ما يحصل في ليبيا له تداعيات مباشرة على الأمن القومي للبلدين.
ويرى الصحافي الجزائري المقيم في تونس، المختص في العلاقات المغاربية، نصرالدين بن حديد، أن زيارة رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى الجزائر على أهمية قصوى، وليس غريبا أن تكون أول زيارة له خارج البلاد منذ توليه السلطة.
وقال بن حديد في تصريح لـ “العربية.نت” إن الزيارة تعبر عن عمق العلاقات، وحسن نوايا الجانب التونسي، الذي لم يتخل عن هذا التقليد (أول زيارة خارج تونس لرئيس الحكومة للجزائر) منذ 14 يناير 2011، وتابع بن حديد على أنه يجب أن ننظر للمسائل الراهنة والتحديات التي ستحملها هذه الزيارة بعين الموضوعية.
وأبرز بن حديد أن هذه الزيارة تتم والأثر السلبي للضريبة التي أقرها الجانب التونسي ما زال مستمرا، إذ أدت إلى توتير الأجواء أكثر مما يجب. إضافة إلى أن تواصل طغيان الهاجس الأمني سواء في العلاقة بين البلدين أو في التنسيق على مستوى الإقليم.
وشدد بن حديد على أن الزيارة تأتي في ظرف دقيق اقتصاديا بالنسبة للبلدين، فتونس تمر بأزمة اقتصادية عميقة، والجزائر تعيش مرحلة “تقشف” غير معلنة بعد تراجع أسعار البترول، وبالتالي تأتي المسألة الاقتصادية في مرتبة ذات أولوية.