24-news-وكالات
أثارت التصريحات الأمريكية في مجلس الأمن وخارجه، وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي كواليسها، الانتقادات لأسلوب الإدارة الأمريكية في التعامل مع بقية دول العالم.
لا بد لنا من معرفة كيفية تفكير المسؤولين الأمريكيين لندرك ألَّا فرق بين حزب ديمقراطي وجمهوري إلا في السياسة الداخلية. وهذا ما أكده قبل أيام الأمين العام السابق للناتو أنديرس فوغ راسموسن، حين قال إن “للولايات المتحدة دوراً في غاية الأهمية في مسألة الحفاظ على النظام العالمي”.
وأضاف راسموسن في مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” إن العالم يحتاج إلى زعامة الولايات المتحدة، وإلى رئيس أمريكي يقود وراءه دول العالم الحر، ويقف بوجه الزعماء الأوتوقراطيين.
بيد أن عقلية “الكاوبوي” على ما يبدو هي التي أصر الأمريكيون ويصرون على فرضها في اجتماعات “المجموعة الدولية لدعم سوريا” على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ71.
ففي نيويورك، خرج وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد عقد “المجموعة الدولية لدعم سوريا”، التي تضم 23 دولة ومنظمة دولية، اجتماعاً جديداً برئاسة الولايات المتحدة وروسيا، ليكرر جملة مطاطية مفادها أن الحل في سوريا سياسي وليس عسكري. وذلك بعد فشل الاجتماع الأول الذي عقد في فندق بنيويورك يوم الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول 2016 وسط خلافات حادة بين موسكو وواشنطن حول سوريا وقضية اللاجئين ووقف إطلاق النار.
كما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ملف سوريا هيمن خلال الأيام القليلة الماضية على أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبخاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب الذي بات ينخر المجتمع الدولي. وكان لب الخلاف هو “تبادل المعلومات بين الجانبين الروسي والأمريكي”.
وفي الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما أن “الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لإنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات”، فإن الخلاف الذي ظهر بين الجانبين الروسي والأمريكي كان واضحاً للعيان بعد أن كال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لروسيا التهم باستهداف قافلة المساعدات الأممية وخرق وقف إطلاق النار، من دون تقديم أي شيء يثبت ذلك، في الوقت الذي اعترفت فيه واشنطن بشن غارات على الجيش السوري واتهمتها روسيا بقصف قافلة المساعدات، بحسب ما نشرته صحيفة “شيكاغو تريبيون”.
وعلى الرغم من تأكيد الخارجية الروسية على موقعها الإلكتروني ألَّا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية على أساس حوار شامل من دون أية محاولات لفرض شروط مسبقة، تتعنت واشنطن في مواقفها متهمة روسيا بعرقلة الحل. هذا فيما تشدد موسكو على أن الأولوية في تسوية الأزمة في سوريا هي فصل المعارضة عن الإرهابيين، شرطاً أساسياً لتطبيق الاتفاق الروسي الأمريكي”؛ داعية إلى عدم حماية الإرهابيين في سوريا من العقاب تحت مسمى “المعارضة المعتدلة.”
من جانبها، قالت مصادر إعلامية أمريكية إن هذا الضجيج الدبلوماسي لم يتمخض عنه أي شيء ملموس، وأن الوضع قد عاد إلى المربع الأول قبل الهدنة. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن ما حدث في سوريا مؤخراً كان في مصلحة روسيا، لأن الهدنة والغارة على موقع للقوات السورية في دير الزور وأخيراً استهداف قافلة للمساعدات الانسانية في حلب منحت جميعها روسيا ما تريده في سوريا؛ ما يعني فوزاً كاسحا لها على حساب الولايات المتحدة وحلفها.
سبب الخلاف الرئيس بين موسكو وواشنطن
يعود السبب الرئيس إلى ما أكدته وزارة الدفاع الأمريكية، على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد، في كلمة ألقاها الخميس 22 سبتمبر/ أيلول 2016 أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي: “لا أرى تبادل المعلومات الاستخبارية مع روسيا فكرة جيدة”. فقد أكدت وزارة الدفاع الأمريكية معارضتها تبادل المعلومات الاستخبارية حول الأوضاع في سوريا مع الجانب الروسي. كما أكد دانفورد أن “دور العسكريين الأمريكيين لا يشمل تبادل المعلومات الاستخبارية مع روسيا”.
وليس أدل على ذلك مما قاله رئيس وفد التفاوض للمعارضة السورية أسعد الزعبي، في مقابلة تلفزيونية: “إن جلسة مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية أبرزت الخلاف بين الموقفين الروسي والأمريكي، وكذلك أبرزت ثلاثة أمور لم تكن في الحسبان، أولها: عجز المجتمع الدولي، وضعفه حيال القضية السورية، وعدم اتخاذ قرار بحق من عطَّل دخول المساعدات الإنسانية إلى حلب”.