24-news : وكالات
أطلق الحوثيون وصالح دعوتين للسلام مع السعودية. وفي الوقت نفسه، هاجم الطرفان بشدة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحلفاءه، في إشارات غير ودية قبل استئناف مباحثات السلام.
وفِي خطاب بمناسبة الذكرى السنوية لثورة 26 سبتمبر التي أطاحت نظامَ حكم الإمامة، قال رئيس المجلس السياسي الأعلى الحاكم صالح الصماد في صنعاء إنه، و”أمام إصرار العدوان السعودي-الأمريكي على الاستمرار في تصعيده، وحرصاً على أن يدرك الشعب اليمني وحشية العدوان، يطلق مبادرة للسلام مع السعودية”.
وتتضمن المبادرة التي جاءت مضامينها متطابقة مع مبادرة مماثلة، أعلن عنها الرئيس السابق علي عبد الله صالح، إيقاف الحرب على اليمن براً وبحراً وجواً وإيقاف الطلعات الجوية ورفع الحصار، مقابل إيقاف العمليات القتالية في الحدود وإيقاف إطلاق الصواريخ على الحدود وعلى العمق السعودي؛ وهي مقترحات أقل مما تطالب به المملكة عبر الحكومة المعترف بها دوليا.
الصماد في مبادرته دعا المجتمع الدولي إلى الضغط على السعودية لالتقاط هذه الفرصة، وهي لغة مغايرة لتلك التي استخدمها الرئيس السابق في مخاطبة الرياض، والذي حمَّل ولي العهد الامير محمد بن نايف مسؤولية الحرب بسبب خلافات سابقة معه حول إبلاغ الجانب الامريكي بوجود متفجرات في طابعة كمبيوتر تم شحنها من صنعاء في طريقها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الصماد، في لفتة نحو الداخل، إن هذه المبادرة تأتي في سياق الحرص على إيقاف العدوان وتترافق مع دعوة الفرقاء السياسيين في الداخل والخارج إلى العودة لمعالجة الوضع الداخلي بعيداً عن التأثيرات الخارجية. وأكد أنه وفريقه يمدون إليهم أيديهم مهما كان عمق الجراح. غير أن مراقبين يؤكدون أن هذه الدعوة لن تلقى استجابة، لأن الحكومة تطالب الحوثيين بتسليم الأسلحة والانسحاب من المدن نظير القبول بدخولهم في حكومة وحدة وطنية.
ولأن الصماد يتوقع ألَّا تقبل الرياض بهذه المبادرة، فقد أكد أنه “وفي حال عدم استجابتها لصوت الحق والمنطق”، فاليمنيون معنيون “بشحذ الهمم وتشمير السواعد والاستعداد لخوض مواجهة التحدي والصمود والاستقلال”. كما طالب المؤسسة الأمنية والعسكرية بإعداد الخطط طويلة المدى التي “تمكن شعبنا من الصمود حتى نيل كرامته واستقلاله”.
من جهته، تمنى الرئيس السابق على المجلس السياسي الذي يحتل نصف مقاعده صالح، مخاطبة مجلس الأمن لإيقاف الحرب والعدوان وطلعات الطيران مقابل عدم إطلاق الصواريخ على الحدود السعودية وعلى العمق السعودي. داعياً إلى الحوار مع الرياض.
صالح في خطابه رفض الحوار مع خصوم الداخل، وقال: “أمّا حوار مع أولئك الذين يتنقلوا ما بين الرياض وعدن والقاهرة ووو.. هؤلاء لا شرعية لهم”. وواصل هجومه على هادي وحكومته، مشدداً على أنه لن يعترف بها اليوم ولن يفعل ذلك غداً، “ولا بعد عشرات السنين”؛ واصفاً تلك الحكومة بأنها “سلطة زائفة وكاذبة”، وأن من فيها هم من تبقى من الاستخبارات البريطانية، والآن تحتضنهم الاستخبارات السعودية واستخبارات دول الخليج؛ لأنهم كانوا كلهم تحت الحماية البريطانية.