24-news : وكالات
احتج مسلحون من “المقاومة الجنوبية” على حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بسبب احتفالها بذكرى ثورة 26 سبتمبر ضد نظام حكم الأئمة.
ويعدُّ هذا الاحتجاج أقوى مؤشر إلى طبيعة التحديات التي تواجه تحويل مدينة عدن إلى عاصمة لكل اليمنيين.
وجاءت هذه الخطوة بعد أيام على قرار الرئيس هادي نقل البنك المركزي إلى عدن، وعودة معظم الوزراء إلى المدينة، باعتبارها عاصمة مؤقتة للدولة، بسبب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء. غير أن النزعة الانفصالية المتنامية في الجنوب لا تشير إلى إمكان نجاح هذا القرار لهذه الأسباب ولأسباب تقنية أخرى، مثل: وجود معظم الكادر الوظيفي والإداري في صنعاء، ووجود شبكة المعلومات الرئيسة هناك؛ وهي التي تتحكم بأعمال الفروع كافة في مختلف المحافظات.
وباستثناء القدرة على توفير السيولة النقدية عن طريق طباعة أوراق نقدية جديدة لمواجهة أزمة السيولة وإمكانية إرسال الأموال إلى الخارج وتحويلها إلى الداخل، فإن القدرات التقنية لفرع البنك المركزي في عدن لا تمكِّنه من أداء المهمات الأساسية للبنك. وستكون رواتب المدنيين والعسكريين والمتقاعدين للشهر الجاري أبلغ اختبار لهذه القدرات.
ولأن المشكلة لا تقتصر على الجوانب التقنية، بل تمتد إلى المشكلة السياسية؛ حيث لا تزال فصائل ما يعرف بـ”المقاومة الجنوبية” ومعها “قوات الحزام الأمني”، والتي تسيطر على محافظات عدن ولحج والضالع وأبين، ترفض دخول المنحدرين من الشمال إلى عدن إلا من كان لديه وظيفة لدى إحدى الشركات أو المنظمات الدولية، فإن بعض الوزراء ومعهم الفريق علي محسن الاحمر فضلوا الذهاب إلى محافظة مأرب في وسط البلاد للعمل من هناك تجنبا للكراهية التي يواجهونها في الجنوب.
وفي أول اختبار لقدرة الحكومة على جعل المدينة عاصمة لكل المواطنين بعد حملات الترحيل القسرية التي طالت المنحدرين من الشمال، واجهت “المقاومة الجنوبية” احتفال الحكومة بمناسبة الذكرى السنوية لإطاحة نظام حكم الأئمة بالاحتجاج والتحدي رغم أن الفعالية أقيمت في قاعة مغلقة في أحد الفنادق، وسبقتها موجة ترحيل جديدة، قال ناشطون إنها استهدفت العشرات من المنحدرين من محافظات الشمال.