24- وكالات
طلب وزير النقل الألماني ألكسندر دوبرينت من شركة تسلا للسيارات التوقف عن استخدام مصطلح “الطيار الآلي” Autopilot في الإعلانات والترويج للشركة، لوصف نظام المساعدة في قيادة السيارات الكهربائية ذاتية القيادة. هذه الميزة التي تمكن هذا النوع من السيارات من القيادة والتوقف بنفسها، والتي استخدمت بشكل غير سليم كما ترى الحكومة الألمانية، حيث تم الإبلاغ عن العديد من الحالات لسائقين أصيبوا كانوا نائمين على عجلة القيادة، وفي مايو/أيار الماضي قتل شخص عندما فشلت سيارته أن تتفادى حادثا في وضعية “الطيار الآلي”.
وقد استخدمت الشركة مصطلحا طالما ارتبط بالفضاء والطائرات لعقود طويلة وليس لسيارات تسير على الأرض، ورغم ذلك فقد ظلت تحذر السائقين من أن ذلك لا يعني أنهم يسبحون في الفضاء وإنما يسيرون على الأرض، ويجب الانتباه في كل الأوقات بتدخل السائق، فالنظام للمساعدة وليس بديلا للإنسان في كل الأحوال.
وقد جاء استخدام المصطلح ليعطي مقاربة بـ “الطيار الآلي” المستعمل في الطائرات حيث بإمكان الكابتن أن يجعل الطائرة تتحكم بنفسها في الجو، وهي تقطع مسافات طويلة، ومن المفترض أن النظام في السيارات يساعد السائق ويعطيه المزيد من الأمان، مما إذا كان يقود السيارة بشكل مباشر.
وإذا كان نظام “الطيار الآلي” قد صمم للمساعدة إلا أن هناك الذين لم يكترثوا وظنوا أنه بديل تام لهم وبإمكانهم ترك الحرية للسيارة لتمضي كما شاءت، ما يتسبب في المشاكل، لأن أمورا طارئة قد تحدث بلا مقدمات، يكون الإنسان أكثر تحكما فيها من السيارة.
وتقول الشركة إنها تعمل على تحسين النظام فمن خلال 130 مليون ميل قطعتها هذه السيارات كانت هناك حالة وفاة واحدة، لكن ذلك لا يعني التوقف عن التطوير والحذر.
وقد عملت منذ الشهر الماضي على تحسين نظام الرادار الداخلي للسيارة بحيث تصبح أكثر استشعارا للسيارات والأجسام المجاورة، وبحيث توقف نفسها باستخدام مكابحها الذاتية في حال الخطر.
كما أن الشركة وضعت تنبيها للسائقين يطالبهم بأن يضعوا أيديهم على المقود قبل توقف السيارة النهائي، وألا تدعها تتوقف دون ذلك.
وفي مطلع الشهر الجاري، كانت السلطات الألمانية قد تخوفت من نظام القيادة الآلية، باعتبار أن هناك مخاطر تكتنفه، لكن ذلك الحذر كان سريا من خلال تقرير لوزارة النقل الألمانية أشارت له مجلة دير شبيغل، التي أوضحت أن الباحثين تحفظوا على عدد من النقاط في هذه السيارات، منها مثلا أن السائق لا يتم تنبيهه بواسطة النظام عند حدوث موقف لا يمكنه حله، كذلك فإن أجهزة الاستشعار المرفقة بالسيارة لا تكتشف المسافات بما فيه الكفاية أثناء تجاوز السيارات على الطريق، وكذلك مشاكل تتعلق بمكابح الطوارئ التي وصفتها بأنها لا تعمل بشكل مناسب.
وكان رد الشركة على ذلك أنها واضحة مع الزبائن منذ البداية أن نظام “الطيار الآلي” هو نظام مساعد ليس إلا، ويتطلب من السائق الانتباه في جميع الأوقات، مع الإشارة إلى أن النظام يتضمن حماية ضد الحوادث بشكل أفضل من أي سيارة أخرى، كذلك فإن نظام مكابح الطوارئ هو إبداع خاص في عالم صناعة السيارات.