24- وكالات
“تم نقل القوات المصرية من الجبهة مع إسرائيل إلى الجهة الغربية، بدعوى أن هنالك خطرا قادما من ليبيا”، يقول لـ”العربية” أحمد قذاف الدم، المبعوث الليبي الخاص في عهد الرئيس السابق معمر القذافي، كاشفا تفاصيل الخلاف ثم الحرب بين مصر وليبيا، إبان حكم الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
قذاف الدم يؤكد أنه لم تكن هنالك أي خلافات بين القوات المسلحة بين البلدين، وأن أفرادا من الجهتين كانوا يتزاورون على الحدود المتاخمة، وكانت هنالك “أُلفة بين العسكريين”. هذا الحال استمر بحسب قذاف الدم إلى أن “فوجئنا في أحد الأيام باختطاف مجموعة من الشرطة، حيث تواصلنا مع الرئيس السادات لإطلاق سراحهم، إلا أنه قال إنهم دخلوا الحدود المصرية”، مضيفا “تم افتعال قصة ليس لها معنى، حصلت على إثرها مشادات كلامية وحرب إعلامية”، مبينا أنه بعد ذلك “قامت القوات الخاصة الليبية بخطف مجموعة من المصريين”، ليرد الطيران المصري بقصف “قاعدة جمال عبد الناصر الجوية” في طبرق، لترد طرابلس بضرب إحدى الطائرات بالصواريخ، وأسرت تاليا مجموعة من الطيارين.
هذا التوتر دفع عددا من الرؤساء العرب إلى التدخل لوقف الحرب بين البلدين، منهم الرئيس الجزائري هواري بومدين، والرئيس الإماراتي الشيخ زايد آل نهيان.
المبعوث الليبي السابق، يروي لبرنامج “الذاكرة السياسية”، كيف أنه زار الولايات المتحدة، وعاد منها محملا بعدد من الوثائق والخرائط التي تثبت “تورط” مصر في “مؤامرة ضد ليبيا”. وكيف أنه ذهب مباشرة إلى الرئيس أنور السادات، وعرض عليه الوثائق، قائلا إن السادات “لم ينكر صحتها”، وأن الرئيس المصري السابق كان غاضبا من العقيد معمر القذافي، ويتهم الأخير بنيته قصف السد العالي بالصواريخ. ويضيف قذاف الدم أن الرئيس السادات اعترف في الحديث الذي دام يوما كاملا أنه بالفعل عُرض عليه المشاركة في ضرب ليبيا!.
قذاف الدم يضيف أنه ذهب إلى لقاء السادات دون أخذ إذن القذافي، وأنه أخذ “مخاطرة كبيرة” من أجل “الحصول على حل”، مبينا أنه طلب من السادات “أخذ مبادرة تثبت حسن النية، عبر سحب جزء من القوات المصرية، لتكون ورقة أعود بها”.
معمر القذافي غضب بداية من عدم إخبار قذاف الدم له بنيته زيارة مصر، وعاتبه، معتبرا أن السادات مجرد “عميل لأميركا”، إلا أن التزام السادات بسحب جزء من القوات عن الحدود، أثبت “صواب” مبادرة قذاف الدم، ولتليها خطوة ليبية أخرى، تمثلت بأن ألقى القذافي خطابا أعلن فيه عدم نيته ضرب مصر ولا تهديم السد العالي. وهو ما فتح الباب للحوار بين البلدين وعقد جلسات مباشرة لحل المشكلات العالقة في عدد من المدن الأوروبية والعربية.