24-news-وكالات
تبنى لبنان قبل 3 سنوات استراتيجية ضخمة لدعم الشركات الناشئة والصغيرة قادها مصرف لبنان بمنح ميزات كبرى للبنوك لإقراض هذه الشركات.
وترافقت هذه الاستراتيجية مع إطلاق مؤتمر “تسريع الأعمال” السنوي، غير أن نسخة هذا العام من المؤتمر كانت الأضخم، لتجعل من الحدث الأكبر في منطقة حوض البحر المتوسط.
لا يختلف إثنان على أن الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة تعتبر في معظم دول العالم المحرك الأول للاقتصاد، لا سيما لكثرة عددها وتوظيفها للنسبة الأكبر من قوة العمل.
وتشكل هذه الشركات في لبنان أكثر من 90% من الشركات القائمة، وتضم نحو 82% من موظفي القطاع الخاص، وتساهم في نسبة مهمة من الناتج المحلي الإجمالي.
وتشمل جميع أنواع الأعمال، من الحِرَف التقليدية إلى المهن الحرة والشركات الناشئة المتخصصة بالتكنولوجيا.
كان مصرف لبنان الداعم الأول لريادة الأعمال والشركات الناشئة فمنذ 3 سنوات أصدر تعميمه الشهير، الذي أطلقه بالتزامن مع أول نسخة من معرض تسريع الأعمال، والذي يسمح للمصارف التجارية بالإسهام في رسملة “الشركات الناشئة” و”حاضنات الأعمال” و”الشركات المسرعة للأعمال”، وخصص لذلك حزمة من الحوافز المالية بقيمة 400 مليون دولار، ما يمكّن المصارف من الاستحواذ على النسبة الأكبر من رساميل هذه الشركات والتحكّم بإدارتها.
وفي هذا السياق، تمنى حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، أن يستفيد رواد الأعمال والمصارف على حد سواء من هذه الحوافز، واعداً إياهم بمزيد من الحوافز في بناء مستقبل لبنان التكنولوجي.
مؤتمر “تسريع الأعمال”
شهد مؤتمر تسريع الأعمال هذا العام إقبالا كثيفاً حضره نحو 23 ألفاً خلال 3 أيام من 2 إلى 4 نوفمبر الجاري جرى خلاله عرض أفكار لمشاريع مبتكرة معظمها في مجال تقنية المعلومات.
وكان الضيف الأبرز والمتحدث الرئيس ستيف وزنياك الملقّب بـ “ووز”، الشريك المؤسس لشركة “أبل” وصديق سيف جوبز، الذي تكلم عن الطموح وأسدى النصائح التي تؤدي لنجاج الشركات الناشئة.
كما كان لطوني فاضل اللبناني الأصل الذي كان وراء اختراع “آي بود” و”آي فون” ومؤسس شركة ” Nest” التي اشترتها منه “غوغل” بأكثر من 3 مليارات دولار.
وقد ألهب فاضل حماسة الحضور اللبناني في المؤتمر عندما قال إن نجاحه في الخارج هو نجاح للبنان، مسقط رأسه حيث كان الحلم الذي تحول إلى حقيقة.
وجاء المؤتمر على مستوى عال من التنظيم امتد إلى فسحة الغداء والتي كانت عبارة عن سوقٍ مميز وطريف لرواد أعمال وشركات صغيرة تبيع أنواعا مختلفة من الطعام والشراب معظمها بيتي الصنع، في إشارة إلى دعم الحدث للشركات متناهية الصغر.