24-news-وكالات
لم يستلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعد منصبه بشكل رسمي ولكن من الواضح الآن أن أول قراراته السياسية سيصطدم بمعارضة جدية.
ولا يخفي المعارضون لترامب تمسكهم بهذا الاتجاه.
فعلى سبيل المثال، أعلن عضو مجلس النواب عن ولاية كاليفورنيا، الديمقراطي آدم شيف، أن محاولة ترامب إلغاء أي قرارات اتخذها سلفه الرئيس الحالي باراك أوباما ستواجه مقاومة صلبة من الكونغرس. ونوه بأن الحديث يدور في المقام الأول عن العقوبات التي فرضتها إدارة أوباما ضد روسيا، بما في ذلك التدابير التقييدية الأخيرة التي فرضت قبيل عيد رأس السنة.
وكان ترامب قد أعلن عن شكه في تورط الروس في هجمات القرصنة الالكترونية خلال الحملة الانتخابية الأمريكية، وشكك بدقة تقارير الاستخبارات حول ذلك. وتسببت هذه الكلمات بردود فعل سلبية من جانب بعض البرلمانيين الأمريكيين.
ماهي وسائل التأثير على الرئيس لدى أعضاء الكونغرس ولماذا لن تلقى بعض خطوات ترامب التأييد من أعضاء حزبه في الكونغرس؟
لا شك في أن وسيلة الضغط الرئيسية بيد الكونغرس هي الميزانية والمخصصات المالية، لأن الكونغرس بالذات يخصص الأموال لتمويل البرامج الحكومية ويستطيع حرمان أية مبادرة تشريعية للرئيس المنتخب من التغطية المالية، وهو ما سيعيق عمل الرئيس ترامب.
ويعتقد بعض الخبراء الروس في الشؤون الأمريكية أن تهديدات أعضاء الكونغرس ليست دون أساس، وأشاروا إلى أن محاولة إلغاء العقوبات ستواجه مقاومة شديدة، وبشكل عام، فرض العقوبات في الكونغرس غاية في السهولة، ولكن إلغاءها من الأمور الشاقة بل شبه المستحيلة، والمثال الساطع على ذلك ” تعديل جاكسون – فينيك” الذي فرض في العام 1974 ضد الاتحاد السوفيتي وتعلق بهجرة اليهود حينذاك وبقي ساري المفعول حتى 2012 رغم اختفاء الدولة السوفيتية والسماح بهجرة اليهود وغير اليهود من روسيا.
والملفت للنظر أن معارضة إلغاء العقوبات توحد أعضاء الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين. ومن المعروف أن الكثير من الجمهوريين في الكونغرس لا يكنون الود لترامب وسيحاولون عرقلة عمله خلال أي فرصة تتاح لهم. ولكي يتغلب ترامب في هذا النزال، عليه أن يتقن لعبة ” الحلول الوسط” وتقديم التنازلات. ولكن ترامب في الأساس رجل أعمال وليس سياسيا، وهو لا يدرك مدى قوة وجبروت الكونغرس، إلا أنه يتميز بالحذاقة وسيتعلم بشكل تدريجي في 2017. ويتوقع بعض الخبراء أن يظهر أنصار أوباما الديمقراطيون بعض التعنت في الكونغرس، وهو ما سيزيد من التناقض الذي ظهر بوضوح في المجتمع الأمريكي خلال الحملة الانتخابية.