24-news _ وكالات
في إطار المساعي الرامية لمنع تدحرج الأوضاع في قطاع غزة صوب التصعيد العسكري، أبرم اتفاق جديد بين اللجنة القطرية لإعمار غزة والأمم المتحدة، لإدخال الأموال المخصصة لمساعدة الأسر الفقيرة، في إطار تطورات أخرى طالت باقي الملفات التي تؤخر سلطات الاحتلال إنجازها، وتخنق السكان المحاصرين، وذلك بعد جهود بذلها الوسطاء خلال الأيام الماضية.
وبعد تأخر دخول المنحة القطرية المخصصة للعوائل المعوزة في قطاع غزة لمدة ثلاثة أشهر، بسبب القيود الإسرائيلية، وقّعت اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة ممثلة برئيسها السفير محمد العمادي، مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة ممثلة بتور وينسلاند، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تتضمن آلية توزيع منحة المساعدات النقدية المقدمة من دولة قطر للأسر المتعففة في قطاع غزة.
وأوضح العمادي أن صرف المساعدات النقدية للمستفيدين سيتم من خلال الأمم المتحدة وعبر برنامج الغذاء العالمي التابع لها، حيث ستتقاضى نحو 100 ألف أسرة متعففة في محافظات قطاع غزة تلك المساعدات شهريا، بواقع (100 دولار) لكل أسرة نقدا، وأشار إلى أن اللجنة القطرية ستقوم بتحويل أموال المساعدات قبل نهاية شهر أغسطس الجاري، على أن يتم البدء بتوزيعها خلال شهر سبتمبر المقبل.
وكان وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، أعلن مساء الخميس، المصادقة على آلية جديدة لتحويل أموال المنحة القطرية لقطاع غزة، ونقل عنه القول “سيتم استئناف إدخال المنحة القطرية للقطاع وذلك عبر آلية جديدة تتكفل فيها الأمم المتحدة بتحويل الأموال إلى البنوك في قطاع غزة ومن هناك إلى المحتاجين”، ونوه إلى أن لدى إسرائيل القدرة للإشراف على قائمة مستحقي المنحة.
وأشار إلى أن الآلية الجديدة تمت المصادقة عليها من كافة الجهات المختصة، لافتاً إلى استمرار الحديث مع السلطة الفلسطينية التي يعتبرها الجهة الرسمية التي تمثل الفلسطينيين سعياً لدراسة آليات أخرى لتحويل الأموال الخاضعة لإشرافها للقطاع.
وتطرق إلى قرار حكومته السابق والذي اتخذ منذ انتهاء الحرب الأخيرة على غزة، قبل ثلاثة أشهر، والقاضي بـ “عدم العودة للوراء”، وأضاف “فمن الناحية العسكرية لا نقبل بأي تعاظم للقوة ونعمل بحزم أمام أي مس بالسيادة الإسرائيلية”.
وزعم أن حكومته لا تمانع إتاحة المجال لسكان القطاع بالحصول على الاحتياجات الإنسانية، إلى جانب الجهود لإعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس إلى بيوتهم.
وظلت سلطات الاحتلال تمنع دخول المنحة القطرية بالآلية القديمة، عبر نقلها من خلال حقائب لغزة، حيث كانت توزع هناك عن طريق بنوك البريد، وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، لم توافق إسرائيل على العديد من الصيغ لإدخال هذه الأموال لفقراء غزة، ما زاد من أعبائهم، وأدى أيضا إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية.
ووفق تقارير عبرية، فإنه على الرغم من أن إسرائيل ليست طرفاً في الاتفاق إلا أنها عملت خلف الكواليس مع الجهات الأمنية الإسرائيلية لصالح إيجاد حل للمسألة، حيث جرى إشراك منسق أعمالها في المناطق الفلسطينية في المباحثات.
وستتمكن الأسر التي ترد أسمائها في الكشوفات الخاصة بالمنحة، من سحب 100 دولار باستخدام بطاقات صرف ستوزعها الأمم المتحدة عليهم.
وقد توقعت مصادر إسرائيلية أن يساهم دخول المنحة القطرية، في تهدئة الأوضاع في غزة، خاصة وأن دخولها يتأخر للشهر الثالث على التوالي.
وفي هذا السياق، ذكرت الإذاعة العبرية، قبل الإعلان عن الاتفاق بين قطر والأمم المتحدة، أن الدوائر الأمنية والعسكرية في إسرائيل لا تستبعد الانجرار مجدداً الى تصعيد عسكري مع قطاع غزة في الوقت القريب، في حال فشل الأطراف في التوصل لصيغة نهائية حول إدخال أموال المنحة القطرية، وأشارت إلى أن الأوضاع الاقتصادية في غزة سوف تحسم في نهاية الأمر مسألة استمرار الحفاظ على حالة الهدوء في القطاع.
وجاء التوصل لهذه الصيغة، بعد تحركات عاجلة أجراها الوسطاء، لمنع تدحرج الأمور في قطاع غزة صوب التصعيد، حيث زار الأربعاء مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل تل أبيب، والتقى هناك رئيس الوزراء نفتالي بينيت وكذلك وزير الجيش غانتس وكبار المسؤولين الأمنيين، لبحث ملف تهدئة غزة وتطوره، بما في ذلك ملف الإعمار وصفقة تبادل الأسرى.
وقد كشف النقاب أن الزيارة حققت اختراقات كبيرة، حيث طرحت مصر ورقة جديدة تشمل عودة الأوضاع في غزة إلى ما كانت عليه قبل الحرب، بما في ذلك سماح إسرائيل بإدخال المواد والسلع التي كانت تدخل قبل تاريخ 21 مايو الماضي، وتقديم تسهيلات للسكان المحاصرين، حيث عرضت تلك الورقة على قيادة فصائل المقاومة في غزة.
وتردد أن الزيارة جرى خلالها أخذ تعهد إسرائيلي بإعادة العمل على معابر غزة، بالآلية التي كانت قائمة قبل الحرب الأخيرة، والسماح قريبا بإدخال كل السلع والمواد التي كانت إسرائيل تحظر دخولها للسكان، وهو أمر تسبب في توقف دوران عجلة الاقتصاد.
ليصك رابط فحص 100 دولار فور التفعيل سجل اعجاب في الصفحة الرسمية الاخبار المنحة القطرية