24- وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو مستعدة لإطلاق تعاون كامل النطاق مع واشنطن في أي لحظة، لكن هذا التقارب مرهون بموقف القيادة الجديدة للولايات المتحدة من مستقبل العلاقات.
وذكر بوتين خلال مشاركته في منتدى الشرق الاقتصادي بمدينة فلاديفوستوك الروسية يوم السبت 3 سبتمبر/أيلول، بأن الإدارة الأمريكية لدى تعاملها مع العديد من القضايا الدولية، لا تأخذ بعين الاعتبار مواقف الدول الأخرى. وأوضح أن ذلك يتعلق بقضية توسع حلف الناتو شرقا، وخروج واشنطن بشكل أحادي من اتفاقية الدفاع المضادة للصواريخ، ومسائل عديدة أخرى.
واستدرك قائلا: “إذا استمروا بالتمسك بهذا المنطق، فإنني أشكك في احتمال عودة أي دفء إلى العلاقات. ولكن إذا مارس شركاؤنا منطقا آخر، منطقا يأخذ بعين الاعتبار المصالح المتطابقة واحترام مصالح الآخرين، فستتغير علاقاتنا جذريا”.
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده لم تكن المسؤولة عن الفتور الحالي في العلاقات. واستطرد قائلا: “إننا مستعدون لاستعادة تعاوننا بنطاقه الكامل في أي لحظة. لكن هذا الأمر يتعلق ليس بنا فقط. إن مرهون برؤية الإدارة الأمريكية القادمة حول كيفية بناء العلاقات مع روسيا”.
واعتبر بوتين أن العلاقات الروسية الأمريكية ما زالت في حالة من “التجميد”، نافيا أن تكون موسكو من تتحمل مسؤولية ذلك. وأعاد إلى الأذهان أن روسيا الجديدة التي رأت النور بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، كانت تسعى لبناء مجتمع ديمقراطي واقتصاد سوق، وكانت تأمل في أن يتعامل الغرب مع الانفتاح الروسي بالمثل. لكن الدول الغربية كانت تفكر في مصالحها القومية فقط وسعت لتفكيك روسيا على غرار الاتحاد السوفيتي. وفي هذا السياق جاء الدعم الغربي للانفصاليين في شمال القوقاز، باعتبار أن ذلك يضعف قيادة روسيا ويجعلها أكثر تأثرا بالضغط الغربي لدى حل القضايا الدولية. وتحدث الرئيس عن محاولات الغرب لحل أزمة يوغوسلافيا بمعزل عن أي دور للرئيس الروسي بوريس يلتسين الذي كان الغرب يصفه بأنه شريك له، وعن شروع الناتو في التوسع باتجاه الحدود الروسية، وعن خروج واشنطن بشكل أحادي من اتفاقية الدفاع المضادة للصواريخ، ومواصلتها تطوير منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا حتى بعد إيجاد حل للقضية النووية الإيرانية.
كما دعا بوتين الولايات المتحدة إلى العمل مع كييف من أجل تنفيذ اتفاقات مينسك الخاصة بتسوية النزاع المسلح في جنوب شريق أوكرانيا، باعتبار واشنطن الطرف الوحيد الذي يتمتع بالتأثير الحقيقي على السلطات الراهنة في كييف.
وفي الوقت نفسه أكد الرئيس الروسي أن مسألة تبعية القرم أغلقت نهائيا، بتصويت سكان شبه الجزيرة خلال الاستفتاء في مارس/آذار عام 2014، لصالح الخروج من قوام أوكرانيا والانضمام لروسيا.