24- وكالات
في الوقت الذي فيه تشتد المعارك، وتعلن القوات الموالية للرئيس اليمني تحقيق انتصارات مهمة، يعود المبعوث الدولي الخاص باليمن إلى الرياض الجمعة (07/10/2016).
وذلك لنيل موافقة الرئيس عبد ربه منصور هادي على إعلان هدنة إنسانية واستئناف محادثات السلام بعد أن وافق على ذلك فريق المفاوضين عن الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وبحسب مصادر قريبة من فريق المفاوضين عن جماعة “أنصار الله” وحزب “المؤتمر الشعبي لعام” الذي يرأسه الرئيس السابق، فإن اللقاءات التي عقدها معهم المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد أفضت إلى اتفاق على إعلان هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد، ينتظر أن يتم الإعلان عن بدء العمل بها خلال فترة زمنية لا تتعدى الأحد المقبل (09/10/2016)، ومعها سيتم رفع الحظر عن الطيران المدني إلى صنعاء.
ووفقا لما ذكرته المصادر، فإن لقاءات ولد الشيخ أحمد مع فريق المفاوضين عن تحالف الحوثي وصالح، المسيطر على صنعاء، ناقشت استئناف محادثات السلام قبل نهاية الشهر الجاري والاتفاقات الأمنية والسياسية؛ ومنها تشكيل حكومة وحدة وطنية. وهذا الأمر كان قد اتُفق بشأنه من قبل، لكن الجانب الحكومي اشترط انسحاب المسلحين الحوثيين من العاصمة أولا، وهو ما يرفضه هؤلاء، وكان سببا في فشل ثلاث جولات من المحادثات. وإذ يقول الحوثيون إنهم ناقشوا مع ولد الشيخ أحمد تعيين نائب للرئيس هادي متفق عليه من الأطراف كافة، فإن هذا المطلب قوبل بالرفض المستمر من جانب الحكومة المدعومة من الرياض، ولا يُعلم حتى اللحظة ما إذا كانت ستقبل به أم لا؟
وتأتي هذه الجهود متزامنة مع إعلان الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا عن تحقيق انتصارات وصفتها بالمهمة وبشكل خاص في جبهة مأرب، حيث قالت إنها سيطرت على منطقة المخدرة والطريق الرئيس الذي يربط مديرية صرواح بمحافظة صنعاء، وقطعت خطوط الإمدادات عن المقاتلين الحوثيين وأتباع الرئيس السابق.
الجانب الحكومي تحدث أيضاً عن مقتل ثلاثين من المسلحين الحوثيين وقوات صالح في غاراتٍ لطائرات التحالف استهدفت مواقعهم في مديرية حرض بمحافظة حجة غرب البلاد، وذكر المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة أن القصف أدى أيضا إلى تدمير مخزن للأسلحة والذخيرة.
أما في البيضاء، فتحدث المقاتلون المؤيدون للرئيس هادي عن مقتل 28 مسلحا غالبيتهم من الحوثيين واتباع الرئيس السابق في المواجهات التي شهدتها مديرية الزاهر، وقالوا إن المنطقة شهدت مواجهات كانت الأعنف بين الطرفين بعد أن هاجم المسلحون الحوثيون المسنودين بالدبابات منطقة الكساد بهدف السيطرة على المرتفعات الجبلية.
من جانبهم، قال الحوثيون إنهم صدوا هجومين للقوات الموالية للرئيس هادي في مديرية الوازعية بمحافظة تعز وفي مديرية كرش بمحافظة لحج، وسقط خلال المواجهات عدد كبير من القتلى والجرحى. كما أكدوا انكسار زحف القوات الموالية للحكومة في جبهة محافظة مأرب.
أما طائرات التحالف، فاستمرت باستهداف مواقع مفترضة للحوثيين وقوات الرئيس السابق، حيث شنت عشرات الغارات في عدد من المحافظات، منها 13 غارة على معسكر قوات العمالقة في محافظة عمران، وأكثر من ست غارات على مواقع في العاصمة صنعاء.كما قصفت عدد من المواقع في ميناء المخاء على ساحل البحر الأحمر ومحافظة صنعاء وصعده والحديدة.
وفِي ظل تمسك الأطراف المتصارعة في اليمن بمواقفها التي كانت سببا في فشل ثلاث جولات من محادثات السلام، فإن آمالا ضعيفة تعلَّق على الجولة المنتظرة من المحادثات للاتفاق على حل سياسي ينهي 19 شهرا من الحرب، جعلت 80% من سكان البلاد بحاجة إلى المساعدات الغذائية، فيما سبعة ملايين منهم لا يعرفون هل سيحصلون على وجبة لليوم التالي أم لا؟!