24-news-وكالات
بول مارسيل، المستشرق والرحالة الهولندي، الذي عاد إلى جزيرة العرب، مقتفيا آثار “معشي الذيب”، محاولا بعد ثلاثين عاما على زيارته الأولى، أن يجمع خيوط قصة الشيخ مكازي بن دغيم بن سعيد العليان، الذي اشتهر بين البدو في حائل شمال السعودية، بعد أن أولم لـ”الذئب”!.
عبد الله بن فرحان، وبدر بن فرحان، حفيدان من أبناء “معشي الذيب”، التقاهم مارسيل في البادية، يسردان قصة الذئب الذي حاول مرارا أن يغير في الليل على الناس وماشيتهم، إلا أن نباح الكلاب كان يصده في كل مرة، وهو ما جعله يعود أدراجه خائبا، ما دفع الشيخ مكازي بن دغيم إلى أن يطلب من أحد خدمه أن يأخذ شاة ويربطها في الجبل لتكون عشاء للذئب، مؤكدا عليه أن يتحقق من أن الذئب لم يبت خاوي البطن.
العامل وبعد أن تأكد وروى لسيده ما وقع، أوصاه “معشي الذيب” أن يكتم ما حصل، ولا يروي ذلك لأحد، إلا أن الحبل المضمخ بالدماء، والذي شاهده الناس صباحا، كشف السر، ودفع الخادم لأن يفصح عن كرم سيده، لتجري بذلك بطون الإبل.
وفي تتبعه لأحداث القصة، التقى الرحالة مارسيل شخصا آخر، وهو نايف عماش بن شباط مكازي، حفيد “شباط” ابن “معشي الذيب”، حيث سرد قصة جده عندما هاجمته الذئاب تنوي افتراسه، قبل أن ينشد أبياتا من الشعر استحضر فيها كيف أن أباه أطعم الذئب، طالبا من الذئاب رد الجميل. وكيف أنه بعد أن كان أمام موت محقق، نجا، ورد أحد الذئاب الجميل له!.