24- وكالات
شيع آلاف من مواطني أوزبكستان رئيسهم الراحل إسلام كريموف إلى مثواه الأخير في مقبرة تاريخية بأحد أهم معالم سمرقند، يحمل اسم “الملك الحي”.
وحمل الأقارب والأصدقاء جثمان كريموف المكفن إلى قبر مجاور لقبر والدته قرب مسجد “حضرة حزير” والذي يعود إلى القرن التاسع عشر في مجمع “شاه زنده” أي “الملك الحي” في شمال شرق سمرقند. ويعد دفن كريموف في هذه المقبرة استثناء، إذ لم يتم دفن أحد في تلك المنطقة التاريخية منذ 20 سنة.
قد يثير اسم “الملك الحي” الذي أطلق على مجمع أضرحة لملوك ونبلاء سمرقند، (تعود إلى الفترة بين القرن الحادي عشر إلى القرن التاسع عشر)، الاستغراب، لكنه مرتبط بشكل مباشر بتاريخ وصول الديانة الإسلامية إلى سمرقند.
ويعود أول ذكر لمنطقة “الملك الحي” إلى القرن التاسع، وتربط أسطورة محلية هذا الاسم بمصير قثم بن العباس بن عبد المطلب، ابن عام النبي محمد (ص)، والذي تولى نيابة المدينة في أيام علي، وشارك في فتح سمرقند وقتل ودفن فيها. لكن سكان سمرقند يعتبرون أن قثم لم يقتل بل أصيب بسهم، وتمكن من الاختفاء في شق ظهر فجأة في إحدى الصخور، وما زال يعيش داخل الصخرة حتى يومنا هذا.
ويضم المجمع التاريخي المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، ضريحا قيل أنه شيد فوق قبر قثم بن العباس، يعود إلى عام 1334 (الزخارف داخل الضريح تعود إلى القرن الخامس عشر)، وأكثر من 20 ضريحا ومبنى تعود إلى الفترة ما بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر، وإلى القرن التاسع عشر.
ولم تبق من الأضرحة القديمة (التي تعود إلى ما بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر) سوى قواعدها والقبور، أما هياكل المباني فتمت إعادة بنائها في القرون اللاحقة. وأغلبية الأضرحة في هذا المجمع مزخرفة بثراء ببلاطات الخزف فيروزية أو زرقاء اللون.