24-news-وكالات
أندرو بينز فنان أسترالي سريالي المذهب، عُرف بابتكاراته المجنونة في مجاله، حيث يسعى إلى أن يكسر الحدود بين الفن والواقع ويعمل على ترسيخ بعض القيم السمحة، وبعث رسائل فكرية وأخلاقية من خلال تصورات فنية غير مطروقة من قبل، كان آخرها المسيرة السلمية التي نظمها على شاطئ هينلي بجنوب أستراليا في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، بمشاركة ما لا يقل عن 100 كلب مع أصحابها، سعيا لتكريس مبدأ وفكرة العدالة الشاملة والمساواة، كما يؤكد.
السيريالية في خدمة الإنسانية
وقد كان السؤال لكل الذين شاهدوا ذلك الحدث “السيريالي”: هل يمكن أن يسهم ذلك المشهد فعليا في ترسيخ رسالة السلام كما يرغب بينز؟!
وقد كتبت مواقع أسترالية أن هذه المسيرة السلمية التي تعبّر عن شكل من أشكال الرفض للأخطاء وتسعى لتعديل العالم، هي واحدة من صور الاحتجاج غير المطروقة من قبل، فلا أحد رأى هذا المنظر سابقا.
كان هناك أناس يسيرون على الشاطئ بأناقة تامة وكلابهم معهم وهم يمشون بدقة ونظام بديع، وكانت أهم الإشارات أن بينز يحرص دائما على تصميم فنونه البديعة بشكل مبتكر وعناية تامة لتبهر من يتفاعل معها.
أنت في المقدمة.. لكنك تتراجع ولا تصادم!
والكلاب التي شاركت في المسيرة من النوع السلجوقي، التي قال بينز إن هناك سببا وراء اختيارها وليس عبثا، “فهذا النوع من الكلاب له شخصية مستقلة وذات تصميم وإرادة، ويحب أن يسير في المقدمة، لكنه بمجرد أن يتعرض لهجوم من نسل آخر من الكلاب يفضل التراجع وعدم المصادمة، وهذا يعني أنها أقلية هزيلة، ثمة خلل ما.. لهذا جاءت فكرة المساواة من هنا بأن نجعلهم في المقدمة ومع البشر وأن نزيح هواجسهم”.
وقد شوهدت المئات من الكلاب الألمانية السلجوقية، ذات الأرجل القصيرة، وهي تسير في نهاية الأسبوع بصحبة ملاكها على الشاطئ، وهم بزيهم الموحد الكامل، عبارة عن بدلة سوداء وقمصان بيضاء مع ربطة العنق، وقد امتد المشهد السيريالي إلى عدة فقرات تمثيلية في صور فوتوغرافية نادرة، تخلد الفكرة.
وشرح بينز أن “هذا العمل يعكس المساواة فعليا فهذه الكلاب المضطهدة هي تعبير عن الأقليات والمهمشين في عوالم البشر، وأبعد من ذلك، وهي فكرة تنطبق على المحيط الإنساني بشكل عام أن نكرس العدالة والتساوي بين الناس”.
ومضى يوضح أن “ما يتعرض له الناس من الاضطهاد ومصادرة الحريات يمكن أن يعالج بثيمات مختلفة من الفن وليس مجرد الاحتجاج والصراخ والشتم، وأن الحيوانات كالكلاب والقطط وغيرها يمكن أن تشاركنا في التعبير عن ذلك”.
نماذج أخرى وقضايا متنوعة
وسبق لبينز أن قدم أعمالا أخرى مستوحاة من الشاطئ وعوالمه، عندما قام برسم مجموعة من الأشخاص وهم يقفون بجوار البحر وهم يحملون المظلات في زي متناسق وغيرها، وكل فكرة يتم تصويرها أو رسمها لتقدم مدلولات بعينها في خدمة قضية ما، ثم تجمع الأعمال بعدها لتصبح معرضا مفتوحا للآخرين ممن لم يشاهدوا الحدث مباشرة، ما يساهم في توعية الناس بقضاياهم بطريقة جديدة ومن خلال الفنون.
ويقول بينز المولد في إنجلترا سنة 1961 والأسترالي حاليا، أنه قرر أن يقوم بفنه هذا رغم أن البعض يراه غريبا، لكنه مستمر في مشروع خصص له حياته ومؤمن به وهو يجدد الفن السيريالي ويسير في درب سلفادور دالي وغيره من المؤسسين.