24-نيوز- كالات
ودع الوسط الفني الخليجي وملايين المحبين الفنان عبدالحسين_عبدالرضا الذي أطفأ آخر ابتسامة له في لندن ورحل دون وداع تاركاً لأحبابه رصيداً وفيراً من الحب والذكريات، رحل دون أن يلوح لهم بيده فهو لا يطيق التلويح الأخير أو إطفاء الشموع، وإلى ساعاته الأخيرة كان يتفقد الناس الذين أقعدهم المرض يخفف عنهم آلامهم ببلسم ابتسامته، كان وفياً مع أرضه وإنسانها، إلى آخر نبضة في قلبه الأبيض، والمواقف في ذلك كثيرة، ولعل الموقف_العصيب أيام الغزو_العراقي الغاشم في العام 1990 عندما فضل البقاء في الكويت مع الناس البسطاء يحكي بعض ملامح إنسانيته، رغم أن بقاءه يشكل خطراً عليه كونه شخصية عامة، وقال في لقاء عن تلك الفترة: “عرضوا عليّ الخروج من الكويت بعض الإخوة، وللأمانة كنت أفكر في الخروج ولكن يوم أجي أتخذ الخطوة أحس رجولي ما تطاوعني أحس إني بترك شي عزيز بترك أم مريضة ولا شعورياً كنت أتراجع”، ويضيف: “أولادي نصحوني بالخروج وإن العين عليا وأنا معروف وكنت أقول لهم اللي يجي من الله حياه الله واللي بيصير على الكويت ماحنا أحسن منها وحنا عود في عرض حزمة”.
وعلى المستوى الفني تعرض لمواقف عصيبة لم تتزحزح معها قدمه أو يتراجع خطوة للوراء في رسالته السامية منها محاولة اغتياله إبان تقديمه لمسرحية “سيف العرب”، وقال الفنان الراحل عن ذلك: “أطلقوا النار علي وأنا رايح للمسرح.. وكانوا المخابرات العراقية، لكن بعدها صارت محاولة ثانية، وتعرضت محلاتي للرمي بالآر بي جي”.
ورغم الظروف الصحية التي عاشها إلا أنه ظل يقاوم المرض من أجل إسعاد العشاق قال أبو عدنان في حوار متلفز: “أنا صحياً أتعالج كل سنة وصحتي مو الأولية، لكن حبي للمسرح، لكن لا وقفت على خشبة المسرح وقابلت الجمهور أنسى التعب كله، والدليل على هذا أكثر من جلطة جتني وأنا على المسرح.. وساعات يجيبون دكتور يعطيني إبرة وأدوية من خلف الستارة وأكمل المسرحية”.