24- وكالات
إذا كان قطاع التجزئة في المملكة العربية السعودية أحد أكثر أسواق العالم جاذبية للاستثمار، بالنظر إلى القوة الشرائية والنمو السكاني والوضع الاقتصادي المستقر ومعدل دخل الفرد المرتفع، فإن هذا القطاع قد يواجه تحديات كبيرة في الفترة المقبلة لاسيما في ظل الإجراءات التقشفية التي اتخذت مؤخراً، وعلى رأسها إلغاء بعض العلاوات والبدلات، وتعديل البعض الآخر منها، في الوزارات والهيئات الحكومية والمؤسسات العامة.
وهذا ما يعني أن القدرة الشرائية للأفراد ستتأثر تباعاً، الأمر الذي سينعكس انخفاضاً على الطلب على السلع الاستهلاكية، المتوقع هبوطها بنحو 50%، وبالتالي على نمو أرباح شركات تجارة التجزئة، لاسيما ذات السلع الاستهلاكية الكمالية، كشركة “لازوردي” للمجوهرات و”مجموعة فتيحي القابضة” على سبيل المثال.
انتقائية شديدة
وستشهد المرحلة المقبلة “انتقائية” شديدة من قبل المستثمرين لأسهم شركات قطاع التجزئة تبعاً لتأثرها بالمتغيرات الأخيرة.
في هذه الأثناء، تترقب الأسواق توالي نتائج الشركات في القطاع للربع الثالث من العام الجاري بعد صدور نتائج شركة “جرير” للتسويق أول من أمس، والتي أعطت صورة استباقية لبقية أداء الشركات في السوق السعودية للربع الثالث المندرجة ضمن قطاع “تجارة التجزئة”.
وكان رئيس مجلس إدارة شركة جرير، محمد العقيل، قال في حديث مع “العربية”، إن انخفاض مبيعات الشركة في الربع الثالث في عدد من المنتجات أثر على الأرباح، مرجعاً عدم نمو الأرباح إلى انخفاض مبيعات الإلكترونيات ومبيعات قطاع الجملة.
يذكر أن أرباح الشركة استقرت في الربع الثالث من العام عند نفس مستواها في الربع المماثل من العام الماضي، لتسجل 220 مليون ريال.
توقعات متباينة
وبحسب تقديرات “الاستثمار كابيتال” لنتائج بعض الشركات في القطاع للربع الثالث، من المتوقع أن تشهد شركة “المواساة” ارتفاعاً في أرباحها بنسبة 21.9% إلى 52.4 مليون ريال في الربع الثالث من العام الجاري، مقارنة بـ 43 مليون ريال في الربع الثالث من 2015.
وكانت الشركة قد حققت أرباحاً بـ 62.3 مليون ريال في الربع الثاني من 2016، أي بانخفاض 15.9% مقارنة بالربع الثالث من العام الجاري.
بينما من المتوقع ارتفاع أرباح شركة “دلة الصحية” بنسبة 61.7% إلى 43.3 مليون ريال في الربع الثالث، مقارنة بـ 54.4 مليون ريال في الربع الثالث من 2015.
وعلى عكس نتيجة الشركتين السابقتين، فمن المتوقع أن تشهد أرباح شركة “الحمادي” تراجعاً طفيفاً بالربع الثالث إلى 24.4 مليون ريال أيّ بتراجع بنسبة 11.8% ، مقارنة بـ 20.9 مليون ريال بالفترة نفسها من 2015.
ويظهر الجدول المرفق أدناه، متوسط توقعات المحللين، بحسب ما نشر في وكالة “بلومبرغ” التي اطلعت عليها “العربية.نت” لأبرز شركات قطاع التجزئة للربع الثالث من 2016.
ويعتبر قطاع التجزئة السعودي واحدا من أكبر أسواق التجزئة في المنطقة، حيث يتجاوز حجمه 370 مليار ريال سعودي سنوياً، ويمثل قطاع الأغذية حوالي 44% من حجم سوق التجزئة، فيما تمثل تجارة الأصناف غير الغذائية من الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية إلى الملابس والكماليات ما تبقى من حجم سوق التجزئة.