24-news : وكالات
نقلا عن دنيا الوطن .
تُعتبر قصة “ماوكلي” فتى الأدغال أسطورة لشخص يستطيع العيش والتعايش وسط الحيوانات في الغابة، ونجحت القصة لأنها لا يُمكن أن تحدث في الواقع، ورغم ذلك حدثت نادراً بسبب حوادث تتعلق بضياع الشخص في الغابة، فيتعايش إلى أن يتم إنقاذه، ويتصدر الصفحات الرئيسية في الإعلام.
لكن عائلة الشاب أحمد خليل محمد شنينو (31 عاماً) عاشت وسط الأفاعي والكلاب الشرسة والقوارض الخطيرة، دون أن تضطر للضياع في الغابة كي تعيش هكذا.
كان يسكن أحمد مع زوجته وأطفاله الأربعة بالإيجار، ولم يستطع دفع رسوم المنزل كونه عاطلاً عن العمل منذ أكثر من ثلاث سنوات، فتراكم المبلغ، ووصل إلى 1800 شيكل، وطُرد وكُتب عليه “كمبيالات” للدفع.
يقول شنينو: “والدي بمصر، ووالدتي متزوجة هنا، ولا عائلة لدي، لم أعلم كيف أتصرف، فأخذت عائلتي إلى أرض تُستخدم مكباً للنفايات في خانيونس، وقمنا بتنظيفها من النفايات أنا وزوجتي، ونصبنا خيمة، وعشنا هناك عاماً ونصف”.
لم تمر الأيام بسهولة، ففي هذا العام تعرضوا لهجوم قطيع من الكلاب الشرسة، وتعرضت طفلتهم التي كانت تبلغ آنذاك 8 أشهر فقط إلى لدغة أفعى في ذراعها، كما تعرضت لحروق شديدة في وجهها بسبب الطُرق البدائية لتسخين الماء، عدا أن المطر كان أسوأ لحظاتهم، حيث تخار قوى قطع القُماش وتنهار فوق رؤوسهم، واستحملوا كل ذلك في سبيل النجاة من السجن بسبب الديون، والشعور بالأمان أن هناك منزلاً يؤويهم.
يستطرد أحمد لـ”دنيا الوطن”: “جاء فاعل خير وتبرع لنا بـ 700 حجر مُستخدم، فأنشأنا غرفتين لا تصلحان للعيش الآدمي، ولكننا تفاجأنا بسلطة الأراضي بغزة، ترفع علينا قضية بعد إخطار، وتم حبسي لمدة شهر ونصف، وبقيت زوجتي بأطفالي لوحدها في تلك الأرض الخطرة، بقيت لوحدها دون باب تؤمن به على نفسها وأطفالنا”.
خرج أحمد بكفالة فاعل خير، ولم يجد أمامه سوى العودة إلى الخيمة، فجاءت سُلطة الأراضي وبدأت بهدم المنزل جزءاً جزءاً على عدة مراحل، وخرجت العائلة في الشارع بعد الاعتداء عليهم.
يقول أحمد: “تلقيت آخر إخطار قبل الهدم قبل ثلاثة أشهر، وأثناء ذلك طرقت أبواب جميع المسؤولين دون فائدة أو استجابة، وكنت أضطر للعودة لنصب الخيمة، نصبتها خمس مرات وهدموها”.
ويؤكد أحمد: “منذ 4 سنوات وأنا مُسجل في وزارة الإسكان بكتاب رسمي من وزارة الشؤون الاجتماعية، ولم يحدث أي شيء، أو حتى زيارة ميدانية تقييمية لوضعنا”.
تلقت عائلة أحمد آخر مُهلة منذ أسبوع لمغادرة الأرض نهائياً، وناشد جميع أصحاب القرار دون فائدة، وجدد مناشدته عبر “دنيا الوطن” إلى الرئيس عباس قائلاً: “هي ليست مناشدة، بل هي صرخة رجل عاجز عن توفير الأمان لعائلته، أرجوك انظر لنا بعين الرحمة”.
للتواصل / 0594158282