أعلنت شركة آبل مساء الأربعاء، خلال الحدث الأهم في عالم التكنولوجيا، وهو مؤتمرها السنوي الذي أزاحت فيه الشركة الأميركية العملاقة ستارها عن النسخة السنوية المحدثة لجهاز “آيفون”.

وكان لمؤتمر سان فرانسيسكو مساء الأربعاء، وقع خاص، فهو جاء في وقت تحتاج فيه “آبل” لدفعة جديدة بعدما بدأت تخسر جزءاً من حصتها السوقية لصالح منافستها الأقرب “سامسونغ”، خاصة خلال الفصول الثلاثة الأخيرة، فـ “آبل” التي كان لها الفضل في خلق سوق للهواتف الذكية قبل 9 سنوات، لم تعد تملك سوى حصة 12.9% من تلك السوق العالمية، بحسب بيانات الربع الثاني من 2016، بعدما كانت تلك الحصة تفوق 14.6% في نفس الفترة من العام الماضي فقط. في المقابل بات للعملاقة الكورية الجنوبية “سامسونغ” نصيب الأسد، إذ تستحوذ على أكثر من 22% من مبيعات الهواتف الذكية حول العالم.

تحديات “آبل” للحفاظ على مكانتها في سوق الهواتف الذكية وسط المنافسة الشرسة، بدأت تتزايد بعد إعلان “سامسونغ” في مارس الماضي عن جهازها المطور Galaxy 7، الحدث الذي أعقب نتائج مخيبة للآمال حصدتها “آبل” من جهاز “آيفون 6 إس” الذي أتى دون توقعات المستهلكين والخبراء، ولم يشكل اختراقاً مقارنة بسابقه “آيفون 6″، حيث هوت إيرادات الشركة حتى الربع الثالث من العام المالي الجاري بـ 26.8% مقارنة بنفس الفترة من 2015 إلى 24 مليار دولار، من 32.9 مليار دولار قبل عام، وكانت إيرادات الشركة قد شرعت في الهبوط للمرة الأولى منذ 13 عاماً في الربع الثاني من العام الجاري، خاصة إذا علمنا أن جهاز “آيفون” يشكل لوحده 55% من مداخيل “آبل”، مما يجعل لأي تراجع في مبيعات الجهاز أثرا كبيرا على الإيرادات الإجمالية للشركة.

وكان لتوجه “آبل” الجديد الفضل في رفع سقف مبيعاتها، إذ بدأت الشركة تستجيب لتطلعات المستهلكين من خلال الانتقال إلى تصميم الشاشة الأكبر والتغييرات اللافتة التي حملتها النسخة 6 من “آيفون”، وقد وصلت المبيعات إلى 74 مليون جهاز “آيفون” في الربع الأخير من 2014، غير أن “آيفون 6S” الذي طرح قبل عام بالتعديلات البسيطة التي حملها، أحدث خيبة أمل في الأسواق ولم يحظَ بنفس الإقبال مسجلاً مبيعات بلغت 71 مليون جهاز فقط في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2015، فيما تحوم التوقعات حول إحراز “آبل” لمبيعات تفوق 150 مليون جهاز من iphone 7 الجديد من إجمالي مبيعات أجهزة الشركة في 2017، والمقدر لها أن تفوق 234 مليون وحدة.

وتواجه الشركة انتقادات لجهة بطء وطول دورة التغيير في أجهزتها، والتي تصل إلى 36 شهراً عوض الدورة العادية المحددة بـ 12 شهراً، وهو ما يعد فترة طويلة في عالم صناعة الأجهزة الذكية، خاصة في ظل المنافسة العالمية والتطور السريع في توجهات المستهلكين.

لكن، يبدو أن “آبل” تراهن اليوم على مولودها السابع، للعودة بقوة إلى المشهد، وإن أظهرت الأرقام أن الشركة تخلت هذه السنة عن تقليدها المعتاد الذي دأبت عليه، في مقاربة تحمل نوعاً من الترقب، فبعدما كانت تصنع عدداً من الأجهزة يفوق الطلب المتوقع من نسختها الجديدة، لم تصنع هذه المرة سوى ما يتراوح بين 72 و78 مليون وحدة من “آيفون 7” الجديد للعام 2016، مقابل 84 مليون صنعتها قبل عام من النسخة السابقة.

إلا أن أزمة “سامسونغ” الأخيرة والتي اضطرت الشركة لاسترجاع ما يقارب 2.5 مليون وحدة من جهاز Galaxy note 7 بسب عطل في البطارية، قد تشكل فرصة أخرى لـ “آبل” لتعزيز الثقة بمنتجاتها، فمنافستها الكورية الجنوبية لن تخسر بسبب أزمة البطاريات مليار دولار فقط من إيراداتها، بل قد تلقي هذه الأزمة بظلالها على قرارات المستهلك في المستقبل، فهل يقتنص “آيفون 7” الفرصة ؟