24- وكالات
تشهد تجارة الأطعمة المحضرة وفق معايير الشريعة الإسلامية والتي بات يطلق عليها “المنتجات الحلال”، رواجاً كبيراً في أميركا، ليس لوجود جالية مسلمة تفوق 3 ملايين شخص فقط، بل إن الإقبال عليها آخذ في الزيادة بشكل ملحوظ من قبل غير المسلمين.
في الماضي، لم يستطع رائد أعمال مقيم في أميركا يدعى شاهد أمانوالله أن يحصي سوى 200 محل لتقديم الأطعمة الحلال، عندما أطلق في 1998 أول موقع إلكتروني يساعد مسلمي أميركا على إيجاد مكان يحصلون منه على وجبات متوافقة والشريعة الإسلامية. أما اليوم فالرقم قفز إلى 7600 محل بالولايات المتحدة وحدها، في وقت استطاعت فيه التجارة الحلال أن تحقق قفزة في البلاد حتى في أوساط غير المسلمين، فغدا الطعام أداة للتواصل الثقافي.
وقفزت مبيعات المنتجات الغذائية الحلال عبر المطاعم والمتاجر في أميركا لتحقق 20 مليار دولار خلال العام الجاري، بزيادة تفوق 30% عما كانت عليه قبل 6 سنوات، وذلك وفقاً لبيانات المجلس الأميركي للأطعمة الحلال، فيما تقدر مبيعات محلات التجزئة فقط من المنتجات الحلال منذ أغسطس 2015 بـ 1.9 مليار دولار، بحسب تقديرات شركة الأبحاث Nielsen.
وعلى الرغم من هذا النجاح، مازال الحيز الذي تشغله الأطعمة الحلال ضمن السلسلة الغذائية الأميركية ضيقاً، غير أنه يتسع بوتيرة سريعة للغاية. فتعداد الجالية المسلمة في أميركا يسير نحو الزيادة وسط توقعات بأن يقفز فوق 8 ملايين مسلم بحلول 2050، وأن يصبح المسلمون بعد أقل من 20 سنة في مقدمة الجاليات غير المسيحية في الولايات المتحدة، بحسب مركز Pew للأبحاث.
وتبقى السوق الأميركية غير مشبعة بعد بالمنتجات الحلال، وتطرح فرصاً هامة في هذا المجال، خاصة أن بعض الأسماء الكبيرة في مجال الأغذية المعلبة لم تدخل غمار تجارة “الحلال” بكل ثقلها.
فشركة Mondelez عملاق الوجبات الخفيفة عالمياً، تعد لاعباً كبيراً في البلدان ذات الغالبية المسلمة، مثل إندونيسيا والمملكة العربية السعودية، لكنها لا توفر حالياً سوى عدد قليل من المنتجات الحلال في الولايات المتحدة.
أما Nestle التي تعد أكبر شركة للمواد الغذائية في العالم، فلديها 151 مصنعاً للأغذية الحلال، من ماليزيا إلى باكستان، كما أنها توزع مئات من المنتجات الحلال المعتمدة في جميع أنحاء العالم. لكن في أميركا، يبقى نشاطها متواضعاً، حيث لا توفر منتجاتها الحلال سوى في وحدات محدودة، ما يفتح المجال لاستثمارات جديدة مع ارتفاع الطلب.
واللافت في الأمر أن غالبية الذين يقتنون بعض المنتجات الإسلامية ليسوا مسلمين، إذ قدر عدنان دوراني، الرئيس التنفيذي لشركة American Halal Co، أن ما يصل إلى 80% من المستهلكين الذين يشترون علامتهم التجارية “طريق الزعفران” ليسوا من أتباع الديانة الإسلامية، بل مجرد عشاق للطعام يبحثون عن تجربة طعام مختلفة، ووجبات ذات جودة أفضل، إذ يرون في الطعام “الحلال” خياراً صحياً لجهة نظافة وطزاجة منتجات اللحوم على وجه الخصوص، بحسب ما نقلت عنه وكالة “بلومبرغ”.