24-news : وكالات
تحتجب الصحف الموريتانية غدا الأربعاء عن الصدور احتجاجا على “تجفيف منابع الدعم الموجه للصحافة” وإهمال مشاكل الصحافة الورقية وللفت انتباه السلطات إلى المرحلة الصعبة التي تمر بها الصحافة الموريتانية.
وقال بيان مشترك لمدراء الصحف الورقية إن الصحافة الورقية تعاني وضعا غير مسبوق اليوم يهددها بإفلاسها التام خلال فترة وجيزة بسبب تضافر جملة العوامل، من بينها الوضعية الصعبة التي تواجهها الصحافة الورقية عموما عبر العالم، منذ سنوات بسبب ثورة الإعلام الرقمي، التي استدعت تدخل حكومات دول عديدة لإنقاذها وضمان استمرارها إضافة إلى غلاء تكاليف إقامة المؤسسات الصحفية الورقية وتكاليف تسييرها مقابل انخفاض تكاليف المقاولات الإلكترونية.
وانتقدت الصحف الموريتانية غلاء أسعار الطباعة رغم تواضع مستواها والدعم الكبير الذي تتلقاه من صندوق دعم الصحافة سنويا، وكذلك انعدام الاستثمار الحكومي والتشجيع اللازم من الحكومة ومؤسساتها المالية للاستثمار في هذا المجال لتطويره.
ورفضت المؤسسات الصحفية ربط قرار الاحتجاب عن الصدور بالتجاذبات السياسية داخل الحكومة وخارجها، وطالبت بالضغط من اجل استمرار الدعم الحكومي للصحافة الورقية حتى تستمر في الصدور.
وتعاني الصحف الموريتانية مشاكل عديدة جراء ضعف الاستثمارات في المقاولات الصحفية وتقادم المطبعة الرئيسية والالتفات على خطة دعم الاعلام المستقل بقرارات مشبوهة.
وتعتبر الصحف ان قرار الاحتجاب عن الظهور الأنسب لمواجهة تداعيات القرار “غير القانوني” الذي اتخذته مفتشية الدولة، وكانت هذه الأخيرة قد قررت تعطيل موارد أقرها البرلمان والحكومة لصالح الإعلام المستقل، وهو ما اعتبرته الصحف تقويضا صريحا للمقاولات الصحفية بموريتانيا، وتعطيل واضح لميزانية الدولة.
بينما ترفض الحكومة التهم الموجهة إليها بشأن تجفيف منابع الدعم الموجه للصحافة، وتعتبر ان قرار وقف الدعم اتخذ من أجل وضع ضوابط واضحة لعقلنة تسيير موارد الدولة ولتمييز المستفيدين من دعم الصحافة.
أثار قرار السلطات منع وسائل الاعلام غير الحكومية من مصادر التمويل والدعم انتقادات واسعة، فيما حذر المراقبون من تداعياته على مستقبل القطاع الصحفي، وطالبت رابطة الصحفيين بالعدول عن قرار منع الصحافة المستقلة من الحصول على الاشتراكات والإعلانات والتكوين، ووقف اساليب التضييق الممنهج على الحريات بشكل عام وعلى الصحفيين بشكل خاص.