24- وكالات
من غرائب هذه الولاية أنها تشبه المربع الصحيح، وقد كسبت هذا الشكل بعدما ضمّت الولايات المتحدة هذه المنطقة من الغرب الأميركي، واشترت جزءاً منها من الإمبراطور الفرنسي نابوليون بونابرت وأخذت الجزء الآخر من الإسبان.
في هذه الولاية واحدة من أجمل حدائق العالم، وهي محمية “يلوستون” وفيها كل ما يمكن أن يخطر على بال سائح في الطبيعة من الجبل البركاني إلى المياه الدافئة المتفجرة من الأرض وصولاً إلى الوديان والغابات وقطعان البقر البرّي المعروف بـ”البايسون”.
انضمت وايومنغ إلى الاتحاد الأميركي في العام 1890 واستقبلت عدداً قليلاً من النازحين من الساحل الشرقي ومن أوروبا وعدد سكان الولاية الحاليين لا يتعدى 560 ألف شخص وهو الرقم الأقل بين كل الولايات الأميركية، ومع ذلك لدى الولاية 3 مقاعد في المجمع الانتخابي بحكم الدستور الأميركي، حيث تحصل كل ولاية على مقعدين في مجلس الشيوخ الأميركي وأقلّه على مقعد في مجلس النواب الأميركي وهذا الرقم هو ذاته عدد المندوبين في المجمع الانتخابي.
ضآلة عدد السكان ينعكس على ثرائهم فمعدّل الدخل الفردي يصل إلى 56 ألف دولار سنوياً، ويضع الولاية في المرتبة السابعة بين الولايات الأميركية مع أن نسبة البطالة في الولاية ترتفع إلى ما فوق 5% وهو رقم أعلى من المعدّل العام في الولايات المتحدة أما الدخل القومي للولاية فيصل إلى 35 مليار دولار سنوياً وهي بذلك في أسفل اللائحة بين الولايات الأميركية ولا تجد أدنى منها إلا ولاية فرمونت في آخر الترتيب. ومع ذلك تأتي وايومنغ إلى جانب اذربيجان وتركمانستان في حجم إنتاجها القومي.
هذه الدورة الانتخابية
في هذه الدورة الانتخابية كانت الولاية استثناء بين جاراتها ولايتي داكوتا وولاية مونتانا وصوتت للمرشح الجمهوري السيناتور تيد كروز وليس للمرشح دونالد ترامب والسبب أن الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في الولاية جاءت يوم 7 مارس عندما كان السباق حامياً بين ترامب ومنافسه تيد كروز، واعتقد الكثيرون من المتدينين والمحافظين أنه من الممكن وقف اندفاعة المرشح ترامب.
أما في الحزب الديمقراطي فكسب برني ساندرز الانتخابات التمهيدية التي تجري عن طريق الاجتماعات وليس الاقتراع بفارق جيّد مقارنة مع المرشحة هيلاري كلنتون ونال أصوات 55% من المشاركين مقابل 44 في المئة للمرشحة هيلاري كلنتون.
تاريخ التصويت
وايومنغ ولاية جمهورية بامتياز وصوتت لمرشح الحزب الجمهوري خلال الدورات الانتخابية الرئاسية الاثني عشر الماضية، ولم تقف إلى جانب المرشح الديمقراطي إلا في العام 1964 عندما كان لندون جونسون يكتسح الانتخابات الأميركية بعد موت جون كينيدي. قبل ذلك صوتت وايومنغ للمرشح الديمقراطي فرانكلين روزفلت في العام 1932 وسط الانهيار المالي وفي إطار البحث عن مخرج من الأزمة الاقتصادية الخانقة. كررت التصويت في العام 1936 و1940 لكنها صوتت ضده في العام 1944 وصوتت لنائبه هاري ترومان في العام 1948 بعدما أصبح رئيساً.
شخصيات معروفة
أشهر أبناء وايومنغ لم يلد فيها وهو “رتشارد تشيني” وقد ولد في ولاية نبراسكا لكن أهله انتقلوا إلى وايومنغ وفي الثانوية العامة وبعمر 14 سنة تعرّف هناك إلى “لين فنسنت” وأصبحت حبّ حياته وتزوّجا في العام 1964 .
تشيني نال منحة مدرسية إلى جامعة ييل الشهيرة، لكنه فشل في إكمال دراسته لضعف علاماته في الامتحانات وعاد إلى وايومنغ ونال إجازة من جامعتها المغمورة في مادة “العلوم السياسية”، وقد أعفي تشيني 5 مرات من الخدمة الإجبارية في الجيش خلال حرب فيتنام بحجة أن “لديه أولويات أخرى”.
بعد ذلك ذهب إلى جامعة ويسكونسن في ماديسون وتسجّل مع زوجته في برنامج الدكتوراه، نالت هي شهادتها، أما هو فلم يكمل أطروحته وذهب إلى واشنطن للعمل مع نائب جمهوري من ولاية ويسكونسن. في الكونغرس تعرّف إلى “النائب” دونالد رامسفيلد الذي أعجب بالمساعد وأصبح تشيني يعمل لدى رامسفيلد وعندما تسلّم جيرالد فورد الرئاسة في العام 1974 أصبح رامسفيلد وزيراً للدفاع ومساعده ديك تشيني رئيس أركان البيت الأبيض.
من غرائب الزمن أن تشيني أصبح بعد ذلك نائباً عن وايومنغ وبعدها وزيراً للدفاع في عهد جورج بوش وكان مسؤولاً عن حرب تحرير الكويت وعندما أصبح جورج دبليو بوش رئيساً في العام 2001 كان تشيني نائباً للرئيس، أما رامسفيلد فخرج من الظل ليصبح مرة أخرى وزيراً للدفاع.