هل يواصل ترامب تقويض المسلّمات الانتخابية؟

محمود احمد3 سبتمبر 2016آخر تحديث :
هل يواصل ترامب تقويض المسلّمات الانتخابية؟

24- وكالات

في اليوم الذي سرق فيه المرشح الجمهوري دونالد ترامب الأضواء الإعلامية من خلال زيارته المفاجئة للمكسيك، الدولة الجارة التي لم يترك ترامب فرصة إلا وحقرها وأهانها خلال حملته الانتخابية، وجدت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون نفسها تواجه انهيارا جديدا في شعبيتها أوصلها إلى أدنى مستوى منذ أن دخلت الحياة العامة قبل ربع قرن.
وجاء في استطلاع للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة التلفزيون أي بي سي أن 41 بالمئة من الأميركيين لديهم انطباع إيجابي عن كلينتون مقابل 56 بالمئة لديهم انطباع سلبي عنها. حقيقة أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب هو الأدنى شعبية بين جميع المرشحين في التاريخ المعاصر ( 63 بالمئة من الأميركيين لديهم انطباع سيء عنه، مقابل 35 بالمئة فقط ينظرون إليه نظرة إيجابية) لا يشكل عزاء لكلينتون نظرا لخبرتها السياسية وباعها الطويل في الحياة العامة. ولم يحدث أبدا أن واجه مرشح حزب رئيسي انتخب للكونغرس واحتل منصبا وزاريا بارزا، منافسا لم ينتخب لأي منصب في حياته وكان الفرق بينهما قبل 67 يوما من الانتخابات 3 أو 4 نقاط في معدل استطلاعات الرأي كما هو الحال في المنافسة الراهنة بين كلينتون وترامب.
وأحد أبرز مفارقات انتخابات 2016 هو أن العديد من الناخبين غير الراضين عن الخيارات المطروحة أمامهم سوف يصوتون ضد المرشح الأكثر ضررا وهذا ما يفسر استياءهم من هذه الدورة الانتخابية. وهذا يعني عمليا أن ملايين الأميركيين سوف يصوتون لهيلاري كلينتون، دون حماس ودون قناعة كبيرة بمزاياها لأنهم يخشون من وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وهناك شريحة من الناخبين التي تنظر بسلبية كبيرة ضد هيلاري كلينتون سوف تصوت لدونالد ترامب، دون حماس ودون قناعة كبيرة بمزاياه، لأنهم لا يريدون عودة هيلاري وبيل كلينتون إلى البيت الابيض.
أسباب عدم شعبية ترامب واضحة: سياسات استفزازية في الداخل ضد الأقليات والمهاجرين، تنضح أحيانا كثيرة بالتعصب والعنصرية وطروحات اقتصادية مبهمة، ولكنها تخدم مصالح الشركات وذوي الدخل العالي. خارجيا، ترامب ينتهك سياسات أميركا التقليدية التي التزم بها الحزبان الجمهوري والديموقراطي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية: صيانة حلف شمال الأطلسي (الناتو) والدفع لعالم مبني على التبادل التجاري الحر، ودعم الدول الديمقراطية، والوقوف إلى جانب الحركات الليبرالية والدفاع عن حقوق الإنسان.
ولكن أسباب عدم شعبية كلينتون معقدة أكثر. ولا شك أن من بين الأسباب كونها امرأة وذات شخصية قوية في طبقة سياسية في واشنطن لا تزال بأكثريتها ذكورية، وأيضا لأنها تشكل الوجه الآخر لسلالة كلينتون. وآل كلينتون يميلون إلى السرية، والجشع المالي والعمل في مناخ ضبابي، كما يتبين من مراجعة العلاقات الغريبة بين مؤسسة كلينتون للأعمال الخيرية ومكتب هيلاري كلينتون وفريقها خلال وجودها في وزارة الخارجية، وأيضا قرارها المثير للجدل والشكوك بإقامة محرك خاص في منزلها لتشغيل اتصالاتها الإلكترونية وخارج عن إشراف وزارة الخارجية ودون علم الرئيس أوباما بذلك. ومنذ أن أعلنت هيلاري كلينتون عن ترشحها للرئاسة وهي تتحرك في ظل أزمة بريدها الإلكتروني والشكوك التي تحيط بنشاطات مؤسسة كلينتون، وعلاقتها بمكتب الوزيرة كلينتون واحتمال تضارب المصالح بين الجهتين.