عندما يزور المرء مدينة “عنيزة” السعودية، ويقف على جانب “وادي الرمة”، الذي يمتد لنحو 1000 كلم، من المدينة المنورة غرب المملكة وحتى “البصرة” جنوب العراق، فإنه يقف على أطلال نهر عظيم كان متدفقا في “العصر المطير” قبل 10 آلاف سنة، تجري فيه المياه حاليا كل عشرين عاما بفعل الأمطار، ولكن لمسافة قصيرة، عكس السابق، حين كان يسيل بغزارة وقوة بين “عنيزة” و”البصرة”.

ما يعزز هذه الفرضية الجيولوجية هو تشابه التربة والبيئة الزراعية بين “القصيم” و”البصرة”، حتى تكاد تتماثل فيما يزرع الناس ويحصدون، خصوصا المساحات الواسعة من النخيل، التي تعطي سنويا أنواعا ذات جودة عالية من الرطب والتمور.

عنيزة وبريدة، كانتا أيضا كما يشير الدكتور عيد اليحي في برنامج “على خطى العرب”، على “طريق البخور” الذي يمتد من اليمن جنوب جزيرة العرب. هذا فضلا عن كونهما مركزا لانطلاق قوافل تجار “العقيلات”، الذين توجهوا صوب العراق والشام ومصر، وصولا حتى مدينة فاس المغربية.