24- وكالات
يحتفي معهد العالم العربي في باريس بالكاتبة والشاعرة والفنانة التشكيلية اللبنانية الأميركية إيتل عدنان المولودة في بيروت عام 1925 والمقيمة بين باريس ونيويورك، في معرض يؤرخ لعقود من الإنتاج الفني والأدبي بين الكتابة والرسم والطباعة على السجاد.
وفتح المعرض أبوابه الثلاثاء أمام الجمهور ليستمر حتى الأول من يناير المقبل، مقدماً أعمالاً عدة لها بالفرنسية والإنجليزية أدباً وشعراً، فضلاً عن أنشطتها الفنية المتعددة في الرسم والتشكيل والنحت.
ويمتاز المعرض بكونه يقدم أعمالاً خاصة استعيرت من شقتها الباريسية وتعرض للمرة الأولى.
وتمتد المعروضات من عام 1960 إلى اليوم، وأنجزت في عدة مدن بين أوروبا ولبنان والولايات المتحدة.
وينظم هذا المعرض بعد عامين على منحها وسام الفنون والآداب برتبة فارس، وقد تم منحها الوسام في صرح معهد العالم العربي، إحدى أكبر المؤسسات الفرنسية المعنية بالثقافة العربية.
تجمع أعمال إيتل عدنان الثرية والمتنوعة بين الصورة والكلمة والألوان، فالتشكيل والكتابة “طريقتان للتعبير تنتميان لنفس اللغة”، كما تقول الفنانة والأديبة التسعينية التي قصدت افتتاح معرضها متكئة على عصاها.
ومن المعروضات قصيدة للشاعر العراقي بدر شاكر السياب كتبها لابنته، رسمتها إيتل بكلمات عربية أقرب إلى خط الاطفال، ثم لونتها.
وجالت بلوحات الباستيل الزاهية بخفة بين الولايات المتحدة حيث رسمت الجبال التي تراها من نافذتها، وبيروت حيث رسمت البحر الذي كانت تراه من شرفتها.
وتصف إيتل عدنان علاقتها ببيروت التي سكنتها إبان الحرب قائلة “إنها تلتصق بي مثل الشمع الساخن”.
حينها، كتبت روايتها “الست روز” التي تدور أحداثها خلال الحرب، والتي تحولت إلى إحدى كلاسيكيات أدب الحرب اللبناني.
بين زاوية وأخرى من زوايا المعرض انتشرت كتب “الأكورديون” المصورة والملونة والتي تجتمع فيها الكلمة بالصورة أو يوزع فيها اللون على شكل سطر زين وسطه بكلمات أو بصور، وبعضها حديث والبعض الآخر يعود إلى 1970.
ويظهر سؤال الهوية والحرب في كثير من أعمالها، ففضلاً عن حرب لبنان كتبت عن حرب الجزائر قبل أن ترسم بريشتها وتشكيلات الحبر عن السلم ومعناه كما معنى كلمة الحرية.
وفي 1970 وقفت الفنانة والأديبة الأميركية اللبنانية ضد حرب الفيتنام، حين كانت تدرس الفلسفة في جامعة كاليفورنيا بعد أن تخرجت من السوربون في باريس.
تشبه إيتل عدنان الهوية “بشخص واحد في غرف مختلفة”، ولذا تتغير هوية أعمالها باستمرار وإن حافظت على روح واحدة.
وإضافة إلى الرسم على الورق والخامات المختلفة، ترسم أيضاً على السجاد الذي اكتشفت فنونه في أول زيارة لها لمصر في عام 1960.
ولدت إيتل عدنان في بيروت عام 1925 من أب سوري وأم يونانية وعاشت بين لبنان وفرنسا والولايات المتحدة.
من كتبها الأخيرة “سماء بلا سماء”، و”باريس عندما تتعرى” و”قصائد الزيزفون”.