24- وكالات
في عصر “الواتسب” و”الإنستغرام”، قد تعتقد أن بطاقة العمل أو الـ”بزنس كارد” باتت موضة قديمة. في الواقع، قد يكون ذلك بعيداً عن الحقيقة، فحول العالم، يتم طباعة 28 مليون بطاقة عمل يومياً.
ورغم كل التطورات، إلا أن قطاع الطباعة بشكل عام لا يزال نشطاً، بقيمة تصل إلى 640 مليار دولار سنوياً حول العالم. وهذا القطاع “التاريخي” يتفوق على قطاع تصنيع السيارات الذي وصلت قيمته إلى 432 مليار دولار.
لكن “إتيكيت” البزنس كارد في تطور مستمر، واليوم يمكنك اختيار البطاقة لتكون من الورق أو القطن أو المخمل أو حتى قشر البطاطا. فما الذي يتوجب عليك معرفته عند انتقاء بطاقة لك أو لموظفي شركتك؟
توجهنا لشركة “سبيكترم” في مركز دبي المالي العالمي، التي تتخصص بالطباعة لمعرفة الأساسيات والكماليات وحتى.. الصيحات.
الأبيض سيد الألوان
لقطاع الأعمال بشكل عام وقطاع المصارف على الأخص، يبقى اللون الأبيض هو سيد الألوان. هذا ما أكده لنا رمزي رازيان، المستشار لدى شركة “سبيكترم” الذي قضى الجزء الأكبر من حياته ليمتهن فن الطباعة.
وأشار إلى أن “كل الشركات ضمن مؤشر فورتشن 500 تعتمد إما اللون الأبيض أو الأزرق لبطاقات العمل، فيما لون الطباعة أو الخط يكون أسود أو أزرق أيضا”.
وأضاف رازيان الذي يمتلئ مكتبه بالمطبوعات من الكتب إلى البطاقات والمنشورات أنه “إذا لم يكن للمؤسسة أسلوب خط محدد بها، فعليهم الالتزام بخط “AXT Gihane” للغة العربية أو Calibri أو Arial للغة الإنجليزية. والأهم من ذلك هو الالتزام بالبساطة، فهدف البزنس كارد أولا وأخيرا هو التواصل”.
ما يقصده رازيان أن تقتصر البطاقة على أساسيات التواصل: الاسم، المسمى الوظيفي والشركة، ورقم هاتف العمل ولمن يرغب رقم الهاتف الجوال، والعنوان البريدي والبريد الإلكتروني. فلا داعي هنا لأكثر من رقم للجوال مثلا، أو أكثر من عنوان بريد إلكتروني واحد، أو صورة شخصية التي يبدو أن البعض يطلبها!
أما فيما يتعلق بالـ QR Code أو الرمز الإلكتروني الذي إذا قمت بمسحه عبر الهاتق الجوال ينقلك لموقع إلكتروني حول الشركة أو الشخص، فيبدو أنه بات “موضة قديمة”.
وبحسب بينوا رحيّم، الذي يشغل منصب نائب المدير في “سبيكترم” فإن صرعة QR Code انتشرت قبل نحو عامين، لكنها في تراجع منذ ذلك الحين.
يقول رحيّم: “إذا كنت في معرض تجاري مثلا، فمن الممكن طباعة الـ QR Code على بطاقتك لأنك ترغب بأن يقوم الحضور بالتعرف على شركتك بأسرع وقت ممكن، وسط زخم الشركات المحيطة”.
لكن في الأوضاع الطبيعية، فلا يوجد ما يبرر ذلك. فالذي يحصل على بطاقتك إما أن يكون بالفعل يعرف شركتك أو إذا حظيت باهتمامه فسيعود للصديق الوفي “غوغل”، الذي سيخبره بما يحتاج إليه دون أن تضطر لتشويه بطاقتك بعدد من الألوان والأشكال أنت بغنى عنها.
لعبة مختلفة للأثرياء وكبار الشخصيات
الأمر يختلف لمن يصنف نفسه ضمن قائمة كبار الشخصيات أو الأثرياء. هنا تختلف قواعد اللعبة.
يقول رازيان الذي ابتسم وهو يتحدث عن موضوع قريب من قلبه: “على الأغلب، تجد رجال الأعمال الكبار والأثرياء وكبار الشخصيات يحملون بطاقات تحمل هوياتهم الشخصية، وليس هوية مناصبهم أو الشركات التي يعملون بها”.
ويضيف: “هناك بالعادة أكثر من بطاقة لهؤلاء، واحدة برقم هاتف مساعده أو مساعدته الشخصية، ما يعني أنك على الأغلب لن تستطيع الاتصال به. ولكن هناك بطاقة تحتوي على جواله المباشر وعنوان بريده الإلكتروني الشخصي، ما يعني أنه منحك قدرا كبيرا من الاهتمام”.
وعندما سألنا رازيان عن هؤلاء الذين لا يستطيعون اتخاذ قرار حول المعلومات التي يرغبون بمشاركتها، قال: “هؤلاء يكتفون بطباعة بطاقات خالية من أي بيانات لا تحتوي سوى على اسمهم أو شعار عائلتهم مطبوع بطريقة فنية، عندها يقومون بكتابة البيانات التي يختارون لمشاركتها معك بأقلامهم على هذه البطاقات”. فإذا التقيت بشخصية عامة في حفل ما ولم يرغب بإحراجك، يمنحك بطاقة يدون عليها العنوان البريدي لمساعده إذا لم يرغب بالسماع منك مجدداً، لكن إذا حالفك الحظ فسيكتب لك رقمه الشخصي.
وفي هذه الحالات يصبح اللون وطبيعة الورق قواعد أخرى أيضاً.
اللون الأسود يليق بك
يعود اللون الأسود للواجهة في بطاقات الـ VIP. كما يمكنك التفنن بالخطوط وألوانها وبالشعارات أيضاً. الشعارات ثلاثية الأبعاد، عالية الدقة، بالألوان الذهبية أو الفضية دارجة حالياً. ويمكنك طباعة بطاقاتك على مجموعة من المواد مثل قشر البطاطا الذي تعتبر أسعاره طبيعية نسبياً، إلى المخمل وحتى قشر الذهب الذي قد يكلفك نحو سبعة آلاف دولار لطباعة 500 بطاقة، ما يعني نحو 17 دولاراً للبطاقة.
ويمكنك أيضا أن تختم كل كرت بختم شمعي لتعود لأيام عصور النهضة الأوروبية، عندما كان يطلق على بطاقة العمل Trade Card أو بطاقة التجارة، والتي تشكل أساس البطاقات التي نعرفها اليوم.