24- وكالات
بعد 24 ساعة من مناظرتهما الثالثة حامية الوطيس، التي شهدت ليل الأربعاء في لاس فيغاس تبادلاً عنيفاً بالكلمات الجارحة، مثل الكاذبة والدمية، التقى المرشحان الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون مساء الخميس في حفل عشاء خيري بمدينة نيويورك، من تقاليده تبادل السخرية والنكات بين المرشحين وأنصارهما من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وإذا بالحفل يتحول إلى مناظرة رابعة غير رسمية قام خلالها كل مرشح بكي وشوي الآخر بكلمات لاذعة، جاءت أفضل تعبير عن معركة انتخابية تجاوزت حدود المعقول في شراستها. ولم يكن يفصل بينهما في المقاعد سوى مقعد كبير أساقفة نيويورك، تيموثي دولين، الذي قال ساخراً إن مقعده هو أبرد مكان على الكرة الأرضية، في إشارة إلى المعركة الناشبة بين المرشحين.
والحفل الخيري الذي يطلق عليه “الفريد سميث” يقام كل 4 سنوات، بهدف جمع التبرعات للأطفال الكاثوليك المحتاجين في نيويورك، من تقاليده أنه يجمع المرشحين للرئاسة على مأدبة عشاء، لتبادل النكات الظريفة والحديث بأسلوب متحضر وساخر في الوقت ذاته بهدف التقليل من حدة المعركة الانتخابية، ولكن كلينتون وترامب انطلقا في سخريتهما إلى أقصى الحدود.
وبدأ ترامب الحديث وسط ضحكات الحاضرين، ولكن كلمته سرعان ما تلقيت بعض صيحات الاستهجان بعد أن وصف كلينتون بالفاسدة، قائلا إنها ستتحدث لأول مرة أمام تجمع دون أن تقبض أموالاً، في انتقاد لخطبها المدفوعة خلال السنوات الماضية أمام تجمعات مختلفة معظمها في وول ستريت حيث عالم الأعمال.
وقال المرشح الجمهوري إن كلينتون تفضل سياسة الوجهين، في إشارة لتسريبات ويكيليكس حول كلمة مدفوعة ألقتها في وول ستريت قبل سنوات حول ضرورة تسلح السياسي بوجهين أحدهما للرأي العام وآخر خاص للتعامل مع القوى السياسية.
وأشار ترامب إلى أن كلينتون حاضرة هنا، رغم أنها تكره الكاثوليك، في تلميح إلى تسريبات عن بعض مساعديها وهم ينتقدون الكاثوليك المحافظين.
المرشح الجمهوري أثنى على نفسه وتواضعه الجم، ولكن عندما أردأ أن يسخر وفقاً لتقاليد العشاء اختار زوجته ميلينا هدفا، وقال إن ميشال أوباما زوجة باراك أوباما لقيت الثناء على كلمة ألقتها وعندما تحدثت ميلينا بنفس الكلمات لقيت استهجانا، في سخرية واضحة من كلمة مقلدة ألقتها زوجته عقب اختياره مرشحاً للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة.
وعلى المنصة، أعلنت المرشحة الديمقراطية للحضور بعد تسلمها الكلمة من ترامب أنها سعيدة بتسلم دورها، لأنها تعتقد أن ترامب يرفض الانتقال السلمي للسلطة، في إشارة إلى رفض المرشح الجمهوري في مناظرته الأخيرة الاعتراف بنتيجة الانتخابات الأميركية حال خسارته في 8 نوفمبر، وهو ما اعتبره الرئيس الأميركي باراك أوباما ضربة الديمقراطية.