24نيوز -وكالات
أثار رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الرد بالمثل”، على ترحيل إدارة باراك أوباما 35 دبلوماسيا روسيا من الولايات المتحدة، تعليقات عديدة في وسائل الإعلام الغربية.
ووصفت “واشنطن بوست” الأمريكية قرار الرئيس الروسي بـ”الخرق النادر للأعراف الدبلوماسية التي تقتضي عقوبات جوابية”. وأشارت الصحيفة إلى أن القرار المفاجئ تم اتخاذه بعد ساعات من عرض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على فلاديمير بوتين طرد 35 دبلوماسيا أمريكيا وإغلاق مبنيين تستخدمهما سفارة الولايات المتحدة في موسكو، وذلك في إطار الجدل الدبلوماسي الحاد والمتصاعد حول مسألة تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2016″.
“نيويورك تايمز”: مناورة بوتين كانت فعالة
من جانبها، ذكرت “نيويورك تايمز” أن مناورة بوتين كانت “ذات دلالة”، نظرا إلى توصيات سيرغي لافروف “والقصة الطويلة لتبادل طرد الدبلوماسيين بين البلدين في إطار الإجراءات الجوابية”. وتابعت الصحيفة: “السيد بوتين معروف بميوله لخطوات حاذقة ومفاجئة، الأمر الذي يدل عليه، على ما يبدو، إعلانه يوم الجمعة. وعلى الرغم من تصريحات كبار المسؤولين (الروس)، بمن فيهم السيد لافروف، عن ضرورة التمسك بمبدأ المعاملة بالمثل، وجّه بوتين في الحقيقة تنبيها لواشنطن بأنه ينتظر مجيء إدارة ترامب”.
رأي “نيويورك تايمز”، تشاطره الرئيسة السابقة لمكتب قناة “سي إن إن” بموسكو جيل دويرتي التي وصفت قرار بوتين بـ”المفاجأة الكبيرة” بالنسبة إلى الولايات المتحدة، قائلة: “إنها خطوة مدهشة، وكم يشبه بوتين نفسه هنا، فهو معروف بدهائه في اتخاذ خطوات مفاجئة، وهذا أمر مفاجئ بالفعل”.
وبرأي دويرتي فإن قرار الرئيس الروسي سيمثل “تحديا جديا” بالنسبة إلى دونالد ترامب كونه يدل على رغبة موسكو في التعاون مع واشنطن، وكأن بوتين يدعو الرئيس الأمريكي القادم إلى “تجاهل كل ذلك للسير إلى الأمام”.
قرار استشرافي
من جهتها، وصفت صحيفة “غارديان” اللندنية رد الرئيس الروسي على قرار الولايات المتحدة طرد الدبلوماسيين الروس من البلاد “هادئا للغاية”، مرجحة أنه جاء بمثابة محاولة لعقد علاقات صداقة مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. أما “فاينينشل تايمز”، فتشير إلى أن بوتين بقراره هذا يحاول منع سيناريو من شأنه أن يقوض أي تغير في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بعد تولي ترامب سدة الرئاسة.
وهذا ما تشير إليه “نيويورك تايمز” قائلة إن تفضيل بوتين اتخاذ إجراءات جوابية صارمة ضد الولايات المتحدة كان سيقود إلى توسيع الفجوة بين البلدين وسيكون الرئيس المنتخب دونالد ترامب مضطرا للتعامل مع مواجهة دبلوماسية أليمة”. لكن “السيد بوتين إذ اختار تجاهل إجراءات السيد أوباما العقابية فإنه قد يحاول نزع السلاح من أيدي نقاده في الولايات المتحدة، بمن فيهم أعضاء الكونغرس الذين يرون فيه خصما عدوانيا للولايات المتحدة. وقد يوفر ذلك للسيد ترامب مزيدا من الإمكانيات لاتباع سياسة تعاون أوثق مع روسيا، ما دعا إليه بحماسة”.
الشائعات والمزاعم
فيما تذكر الصحيفتان الألمانيتان “فوكوس” و”فرانكفورتر ألغيمايني تسايتونغ” أن الولايات المتحدة أثارت ضجة إعلامية في انتظار الرد الروسي، وذلك عبر نشر شائعات عن إغلاق مدرسة أمريكية في موسكو كخطوة جوابية. كما نقلت الصحيفتان عن ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم الخارجية الروسية، نفيها لهذه الشائعات.
أما مراسل وكالة “بلومبرغ” فيتساءل عما إذا كان رفض طرد الدبلوماسيين الأمريكيين من روسيا خطوة تم التخطيط لها مسبقا.